قال مركز دراسات "الدبلوماسية
الإيرانية" في تقرير له، الجمعة، إن
السعودية تراقب بدقة المفاوضات
النووية الإيرانية مع دول (5+1) في العاصمة العُمانية، وتسعى لإفشالها بأي شكل من الأشكال.
وأضاف المركز الإيراني أن السعودية تعتبر أي تقدم أو نجاح في المفاوضات النووية الإيرانية مع الدول العظمى هزيمة للدبلوماسية السعودية في المنطقة، مشيراً إلى أن الإعلام السعودي لم يهتم لأي جانب إيجابي من هذه المفاوضات ويحاول يظهر نقاط الخلاف بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وشبه المركز الموقف السعودي بالموقف الإسرائيلي من المفاوضات النووية الإيرانية مع الدول العظمى، مؤكداً أنهما يتفقان على ضرورة عدم نجاح الاتفاق.
واعتبر أنه لا توجد نية صادقة لدى ساسة المملكة بالمصالحة مع إيران، حيث أن "السعودية ترى أن التصالح والتقارب من إيران منوط بتغيير سلوك إيران السياسي بالمنطقة" وفي الوقت نفسه تسعى "لإفشال المفاوضات النووية الإيرانية مع أمريكا".
وتستضيف
مسقط، جولة مباحثات رفيعة المستوى لبحث تطورات البرنامج النووي الايراني قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل لاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووي في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
المفاوضات ستقصي السعودية
ويرى المركز الدبلوماسي أن السعودية تشعر أن اتمام الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، سوف يكون على حسابها وعلى حساب مصالحها بالمنطقة.
حيث أن السعودية، بحسب المركز، تعتقد أن بإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني، "سوف تتقرب الدول الأوروبية وأمريكا إلى إيران في المستقبل القريب، بسبب تقارب رؤية الطرفين عن قضايا المنطقة، ما يعني ابتعاد هذه الدول عن حليفتها التاريخية المملكة العربية".
وقال إن السعودية تتخوف أن يستحوذ الملف النووي الإيراني جل الاهتمام الأمريكي، عن الملفات العالقة مع إيران في المنطقة كالملف اليمني والملف العراقي والسوري واللبناني وأن تتحول المفاوضات النووية إلى مفاوضات سياسية في ظل غياب المملكة عن هذه المفاوضات.
ويرى تقرير المركز أن السعودية تدرك جيداً أن حل الملف النووي الإيراني سوف يكون مفتاحاً لحل كل الملفات المطروحة في المنطقة وسوف تكون المفاوضات على هذه الملفات والقضايا المهمة الإقليمية تطرح بشكل مباشر بين الجانبين الأمريكي والإيراني في حال تم التوصل إلى إتفاق نووي يرضي.
وخلص تقرير مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية إلى أنه من خلال هذه الصورة والتحليل سوف تكون السعودية هي الخاسر الأكبر من الاتفاق النووي الإيراني مع دول (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين والمانيا) وحينها لن يهتم أحدا لمصالح السعودية بالمنطقة وستصبح بموقف لا تحسد عليه وسوف تجبر على تقديم تنازلات كبيرة لإيران في المنطقة، بحسب المركز.
وتعقد مفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى منذ مطلع السنة الحالية للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم تضمن البرنامج النووي الإيراني أي شق عسكري. وفي حال يتم التوصل إلى هذا الاتفاق سترفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.