يترقب علماء أوروبيون الأربعاء نجاح أول تجربة فى تاريخ البشرية، لإنزال
مسبار من صُنع الإنسان يحمل اسم "رشيد" على سطح
مذنب، في مرحلة حاسمة، من مهمة مستمرة منذ 10 سنوات لمعرفة المزيد عن تاريخ مذنبات الكون وتشكيل الأرض والكواكب.
وأعطت وكالة الفضاء الأوروبية في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء إشارة الى
مركبة الفضاء (فيلة) التي تدور منذ آب/ أغسطس الماضي، حول المذنب "67 بي"، لإنزال مجس "رشيد" لجمع عينات من سطحه.
وأعلنت الوكالة أن موعد
الهبوط المتوقع للمسبار على سطح المذنب هو الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش.
وسترسل المركبة (فيلة)، إشارة تأكيد بنجاح عملية الهبوط في الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش.
وقطع المسبار الذى يحمل اسم "رشيد" 6.4 مليار كيلومتر، قبل أن يقترب من المذنب في أغسطس الماضي، ويبدأ في التقاط الصور وإرسالها للأرض، ليستطيع العلماء تحديد مكان مناسب للهبوط على سطحه.
وفي وقت سابق اليوم، انفصلت المركبة "فيلة" عن المسبار لتنفذ عملية شديدة الخطورة بالهبوط على سطح المُذنب الذي يدور حول الشمس بسرعة 54,000 كلم في الساعة (18 كلم في الثانية)، وقد تم تأكيد عملية الانفصال، لكن الصعب هو عملية الهبوط التي تصل احتمالات نجاحها (كما يقول فريق المهمة) إلى 75%.
ويمكن لمهمة المسبار رشيد، الذي تكلف 1.6 مليار دولار، أن تكشف كيف تشكلت الأرض والكواكب الأخرى، لأن المذنبات هي مخلفات من تشكيل المجموعة الشمسية منذ 4.6 مليار عام.
ويعتقد علماء الفضاء أن المذنبات قد تكون مسؤولة عن جلب جزء كبير من المياه التي تمتليء بها المحيطات الآن.
الجدير بالذكر أن العلماء أطلقوا اسم رشيد على المسبار تيمناً بحجر رشيد الذي مكن العالم الفرنسي شامبليون من فك أسرار الحضارة الفرعونية، لأن العلماء يظنون أن هذه المهمة قد تساهم في فك أسرار الكون، وتم إطلاق اسم "فيلة" على المركبة الفضائية تيمناً بالجزيرة التي وُجد عليها الحجر.