كشفت صحيفة "النهار" اللبنانية، الأربعاء، أن وحدات من "حزب الله" في منطقة البقاع، تعمل على "تجنيد" شبان مسيحيين ومسلمين سنة ودروز، وتعرض عليهم التدريب والتسليح لمواجهة خطر "تنظيم الدولة" واخواتها.
وبينت الصحيفة أن العنوان المرفوع لجذب الشباب هو "مصيرنا واحد وعلينا التصدي معا"، وهو شعار أكثر جاذبية من التصدي للعدو الاسرائيلي لأن الخطر أقرب.
ولا يقتصر الأمر على لبنان، تقول الصحيفة، ففي سوريا أيضا تجنيد لمسيحيين وعلويين ودروز، لكن تسمية "سرايا المقاومة" تغيب.
ويقاتل حزب الله اللبناني في سوريا إلى جانب قوات نظام الأسد، ضد كتائب المعارضة المسلحة، مبرراً ذلك بمحاولته لحماية المواطنيين اللبنانيين.
وأكد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في أكثر من مرة، أنه لن يسمح بسقوط النظام السوري، حليف "المقاومة" الأول.
وذكرت الصحيفة أن هناك تطوعا مباشرا مع الحرس الثوري الايراني براتب كبير، مع الحزب أقل، وهو نفسه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي لمن يجد في الهوية المذهبية لـ "حزب الله" عائقا.
والقادمون الى لبنان يروون عن عشرات الحالات من أقاربهم، يحاربون البطالة ويدافعون عن وجودهم برواتب شهرية تراوح بين 1500 و2500 دولار.
وتوضح الصحيفة اللبنانية أن "حزب الله" في لبنان لم يدفع حتى الساعة بمقاتلي السرايا إلى سوريا، بل يكتفي بمقاتليه، في حين تقتصر المهمة الحالية لأعضاء السرايا على رصد الانتهاكات الاسرائيلية والاستعداد لمواجهة اي انزال او حرب مقبلة، كذلك الاستعداد لمواجهة اي مجموعات أصولية يمكن ان تتحرك في الداخل اللبناني، ولاحقا أي هجوم على هذا الداخل.
ويروي متابع في البقاع الشمالي لـ"النهار" أن عددا من الشبان المسيحيين طلبوا التطوع في السرايا نظرا الى أوضاعهم غير المستقرة أمنيا ومعيشيا، وهؤلاء في معظمهم ينتمون الى تنظيمات وتيارات قريبة او متحالفة مع "حزب الله"، في حين ان آخرين ذوي توجهات سياسية مختلفة أبدوا مرونة حيال الامر في الفترة الاخيرة بعدما ازداد خوفهم على المصير.
واقتربت الأزمة السورية من عامها الرابع دون أن يحدث أي تغيير إما بانتصار النظام و المعارضة، وبدأت في آذار/ مارس 2011 مع اندلاع ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران وحزب الله
اللبناني بالشكل الرئيسي.
ووصل عدد قتلى الصراع منذ اندلاعه وحتى نهاية نيسان/ أبريل الماضي إلى أكثر من 200 ألف وذلك حسب آخر إحصائية أممية رسمية، في حين نزح ما يقرب من نصف الشعب السوري عن دياره البالغ عدده نحو 22.5 مليونا.