فاجأ
جنرال صهيوني النخب الإسرائيلية عندما أكد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يشبه
الحركة الصهيونية ويطبق الخطوات التي أقدمت عليها من أجل تدشين "دولة إسرائيل".
وقال الجنرال يغآل كرمون، الذي كان ضابطاً بارزاً في شعبة الاستخبارات العسكرية وعمل مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق إسحاق شامير: "إنني أعي أنه سيكون من الصعب على الإسرائيليين هذه المقارنة، لكن "
داعش" تشبه الحركة الصهيونية، في أنها نجحت في إحداث ثورة في فكر جماعات الإسلام المتطرف".
ونقلت صحيفة "ميكورريشون" صباح اليوم عن كرمون قوله: "تنظيم القاعدة حرص على تقديم الجهاد والحرب ضد الغرب، لكن "داعش" فطن إلى أنه من أجل أن تكون الحرب ضد الغرب ذات جدوى يجب أن تديرها دولة، وهذا ما فعله داعش".
وأوضح كرمون أن تنظيم "الدولة" نجح في إثارة عاصفة عاطفية لدى الشباب المسلم الذي يعيش في الغرب، وتمكن من إثارة أشواقهم للماضي البعيد.
وأضاف"الرسالة التي يحملها داعش للشباب المسلم في أوروبا، تقول: اهجروا أوروبا والدول التي تعيشون فيها، لا يوجد لكم ما تبحثون عنه هناك، إنكم لا تنتمون إلى تلك البلدان، لكم وطن، وهو في الشرق".
وشدد كرمون على أن "حماس الشباب المسلم للانضمام إلى تنظيم "الدولة" يشبه إلى حد كبير حماس الشباب اليهودي عندما انطلقت الحركة الصهيونية.
وزعم كرمون أن تنظيم "الدولة" قد أعد بالفعل خطة لإقامة وتطوير "الدولة" على مدى 100 عام قادم، وهذا ما لم يكن لدى تنظيم "القاعدة" الذي لم تكن لديه أية خطة باستثناء الرغبة في القتال.
وحسب كرمون، فإنه بالنسبة لـتنظيم "الدولة" فأن التهديد المباشر عليها حالياً هو إيران.
وتوقع كرمون أن يضفي تنظيم "الدولة" اعتدالاً على مواقفه من الغرب مؤقتاً، حتى يتمكن من انجاز هدف إقامة الدولة، مشيراً إلى أن التنظيم يمكن أن يلفت نظر الولايات المتحدة أن الحرب التي تشنها على التنظيم تساعد أعداء أمريكا في كل من إيران وروسيا.
وأوضح كرمون أن ما يحدث في العالم الإسلامي،رغم قساوته، فأن يشبه إلى حد كبير ما مر على أوروبا وعلى مدى مئات السنين، مشيراً إلى أن ما حدث في فرنسا في أعقاب الثورة الفرنسية وحتى أواسط القرن الماضي، تحدث حالياً في الشرق الأوسط.
وزعم أن الصراعات المذهبية التي تفجرت بين السنّة والشيعة تشبه الصراعات التي تفجرت في أوروبا في الماضي بين الكاثوليك والبروتستانت، وهي الصراعات التي أفضت إلى مقتل الملايين.
وشدد كرمون على أن التحولات التي يشهدها العالم العربي حالياً ستفضي إلى إحداث نهضة كبيرة فيه، على الرغم من أن المخاض التي تمر به الثورات العربية مخاض قاس، ويقترن "بفتح أبواب جهنم".
وأوضح أن الدول العربية في صورتها الحالية لا يمكنها أن تصمد لأنها جاءت بفعل تخطيط القوى الاستعمارية.