أعلن مقاتلان من "تنظيم الدولة" خلال ساعة واحدة، وصول امرأتين "لهما وزنهما" في الساحة "الجهادية"، إلى الأراضي السورية، والتحاقهما بركب دولة "الخلافة"، على حد تعبيرهما.
السعودي عمر سيف، أمير الكتيبة الخضراء السابق، والمبايع لتنظيم الدولة منذ أسابيع قليلة، وضع في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاغا بعنوان "نفير زوجة الشيخ أبو مصعب الزرقاوي للدولة الإسلامية"، وهو الخبر الذي تم تأكيده فوراً من عدة حسابات موثوقة بين أنصار التنظيم، مثل: قلم حر، وأبو غادة الزعبي.
حسابات أخرى مناصرة للتنظيم، ذكرت أن
زوجة الزرقاوي وصلت إلى "أرض الخلافة" رفقة زوجها (الذي تزوجته بعد اغتيال الزرقاوي)، فيما دعا "مناصرون" آخرون إلى عدم إعطاء أي معلومة عن "زوجة الزرقاوي"، حفاظاً على سلامتها.
من هي؟
الملاحظ في قصة "نفير زوجة الزرقاوي"، هو عدم تحديد "أنصار التنظيم" هوية المرأة التي يتحدثون عنها، لا سيما أن الزرقاوي كان متزوجاً من ثلاث نساء، وبحسب روايات آخرى، من أربع نساء. ويقال إنه كان متزوجاً من امرأتين لغاية العام 2004، أي قبل اغتياله بسنتين، فقط.
الزوجة الأولى "أم محمد" هي إحدى قريباته، وهي التي لم تغادر مدينة الزرقاء، منذ ذهاب زوجها إلى أفغانستان، في نهاية الثمانينيات، وقالت في حوار مع صحيفة "الدستور" الأردنية إنها لم تلتق مع زوجها منذ عام 1999.
زوجة الزرقاوي الثانية، هي "إسراء جراد"، ابنة "ياسين جراد" أحد أبرز الأردنيين من أصول فلسطينية في تنظيم القاعدة بأفغانستان، ووفقاً لرواية أمريكية، فإنها قتلت معه في العراق عام 2006.
الزوجة الثالثة عراقية الجنسية، ولم يعرف اسمها، أو أية تفاصيل كافية عنها، ووفقاً لروايات "جهاديين" فإنها قتلت أيضاً إبان الغزو الأمريكي للعراق.
زوجة الزرقاوي الرابعة، وهي الأكثر إثارة للجدل، تدعى وفاء اليحيى "سعودية الجنسية"، حاصلة على ماجستير في الفقه الإسلامي من جامعة الملك سعود، ولا يعرف مصيرها حتى اللحظة، رغم تأكيد ذويها أنها معتقلة في سجون السعودية منذ سبع سنوات، وأكد "جهاديون" عائدون من العراق أنها قتلت.
ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط السعودية"، فإن اليحيى غادرت الأراضي السعودية عام 2005، تهريبا عبر الحدود الجنوبية مع اليمن، بعد تواصلها الشخصي مع "أبو مصعب الزرقاوي".
وقالت الصحيفة إن اليحيى اصطحبت معها أطفالها الثلاثة، من طليقها السابق، وهو ما أكدته رواية وزارة الداخلية اليمنية، وفقاً لـ"الشرق الأوسط".
الروايات "المتضاربة" السابقة، تحصر احتمالية أن تكون زوجة الزرقاوي التي انضمت إلى التنظيم، هي زوجة أخرى لم يعلن اسمها في الإعلام، باعتبار أن زوجته الأولى "أم محمد"، لم تتزوج بعده، ولا يوجد لها أبناء، أو أقرباء في سوريا.
ريما الجريش
في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، فاجأت السعودية ريما الجريش، زوجة المعتقل عبدالله الهاملي القابع في سجن الطرفية بمحافظة القصيم منذ 11 عاماً، الجميع بإعلانها وصول بكرها معاذ إلى سوريا، رغم عدم تجاوز عمره 16 عاماً حينها.
ووضعت الجريش في حسابها على "تويتر" هاشتاغا بعنوان "نفير معاذ الهاملي". وقالت "الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات أبشركم بوصول ابني معاذ للشام أسأل الله لنا وله الثبات"، مرفقة صورة له وهو يحمل رشاش كلاشنكوف، وخلفه راية "الدولة الإسلامية".
اليوم، وبعد أشهر من اختفائها، أعلن معاذ الهاملي عبر حسابه في "تويتر" وصول والدته وأشقائه، إلى "ربوع دولة الخلافة"، على حد تعبيره، متمنياً أن يلحق بهم والدهم، الذي صدر بحقه حكماً بالإفراج منذ عدة سنوات، لم ينفذ حتى اللحظة.
وتعد ريما الجريش، من أبرز النساء السعوديات اللاتي نظمن مسيرات، وتعرضن بسبب ذلك للسجن والتنكيل عدة مرات، وفقاً لمنظمات حقوقية، الأمر الذي جعل تأييدها لـ"
داعش" مبرراً وفقاً لنشطاء سعوديين قالوا إنها أيدت التنظيم لعدائه التام للحكومة السعودية التي تحبس زوجها.
ويشار إلى أن الجريش ليست أول سعودية، تصل دون زوجها إلى سوريا، وتنضم إلى "داعش"، فقد سبقتها عدة فتيات، أبرزهن الشابة "ندى معيض القحطاني"، التي ذهبت بمفردها لـ"الشام"، والتقت بشقيقها المتواجد في الشمال السوري منذ مدة، إضافة إلى الشابة الملقبة بـ"أحلام النصر"، التي تلقب أيضاً بـ"شاعرة دولة الإسلام"، والتي تزوجت بمقاتل مغربي في التنظيم فور وصولها إلى سوريا.