أكد مصدر في مكتب المرجع الشيعي
العراقي محمود الحسني
الصرخي أن عدد أنصارهم تضاعف عقب الحملة العسكرية التي شنتها عليهم قوات رئيس الوزراء السابق نوري
المالكي في تموز/ يوليو الماضي، مبيناً أن الهجوم عليهم جاء بنتائج عكسية.
وقال المصدر إن حملتهم لملاحقة المالكي والاقتصاص منه قضائياً مستمرة، ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها في إصدار حكم الإعدام على خلفية "جرائمة ضد الإنسانية" على حد قوله.
وقال حافظ الياسري لـ"عربي 21"، إن المالكي توهم بإمكانية القضاء على مقلدي المرجع الصرخي أو الحد من دورهم في الساحتين الدينية والسياسية من خلال الحملة العسكرية التي شنها ضدهم في تموز/ يوليو الماضي، بمباركة معممين يرون في السيد الصرخي خطراً على وجودهم، مضيفاً أن نتائج الملاحقة والتشريد والقتل في صفوفهم جاءت بنتائج عكسية من خلال ازدياي أعداد الأنصار والمقلدين.
وأضاف الياسري أنه و"برغم الحملة الشرسة التي شنها المالكي وزبانيته، إلا أن الأوضاع على الأرض الآن هي أن الطاغية خرج مخزياً من (رئاسة الحكومة)، فيما ثبت منهج السيد الصرخي وأصبح أكثر قوة بفضل أنصاره والمخلصين له الذين هم اليوم أكثر استعداداً للتضحية والدفاع عنه ومناصرته" حسب تعبيره.
واستشهد بـ"المظاهرات والنشاطات التي ينظمها أنصاره في العديد من المحافظات، ووصلت إلى المنطقة الخضراء في قلب العاصمة بغداد بالرغم المخاطر التي يتعرضون إليها".
وتابع المصدر المقرب من المرجع المناوئ للوجود الايراني، أن الصرخي موجود وبصحة جيدة، ويقوم بإدراة الشؤون الشرعية من مكان آمن، حيث يقوم أنصارة بحراستة وتأمين سلامته. وقال إن ظهوره العلني لن يستغرق وقتاً طويلاً، لأنه مؤمن بأن مرجعيته كانت مستهدفة منذ اليوم الأول وبشتى الطرق والوسائل من قبل من سماهم "الطغاة وأعوانهم".
وعن حملة"إعدام المالكي وزبانيته"، أوضح الياسري أن الجهود مستمرة من جمع وتوثيق للشهادات والأدلة عن المجزرة التي ارتكبتها قوات المالكي في كربلاء حين أعدمت العشرات من المقلدين، وزجت بما يقارب الآلف منهم في السجون، لافتاً إلى أن الحملة تسير بخطين، الأول قضائي والثاني شعبي ومن خلال المظاهرات والمسيرات والفعاليات الجماهيرية التي تنظم كل يوم جمعة.
وعن الأشخاص المستهدفين في الحملة، بيّن الياسري أنه وبالإضافة إلى المتهم الرئيسي نوري المالكي، فإن هناك زميله والمقرب منه في حزب الدعوة عقيل الطريحي، الذي يشغل منصب محافظ كربلاء، بالإضافة إلى قائد عمليات الجيش في منطقة الفرات الأوسط عثمان، متهماً الأخيرين بالوقوف مباشرة وراء تنفيذ أعمال القتل بحق مقلدي الصرخي وتعذيب السجناء واستمرار توقيفهم برغم صدور قرارات قضائية بإطلاق سراحهم.
وبشأن تكرار استهداف الصرخي لأكثر من مرة خلال فترة حكم المالكي، أشار الياسري إلى أن موقف مرجعهم في رفض التبعية لأي دولة، و"عدم الانبطاح أمام أي جهة مهما كانت قوتها"، هي السبب الرئيس، فضلاً عن تمسك الصرخي بالولاء للعراق فقط، وهو ما جعل الآخرين يستهدفونهم ويعملون جاهدين لتقليص نفوذهم وتأثيرهم في الشاع العراقي.
إلى ذلك، أكد أبو سجاد الظالمي، أحد منظمي التظاهرات في مدينة غماس جنوب العراق، أن قيام حكومة المالكي بهدم عدد من مقار الصرخي جعلهم يعملون من بيوتهم وباستخدام إمكانياتهم الذاتية، سواء في تنظيم التظاهرات وتوفير مستلزماتها من لافتات وصور، أو بقيامهم بجهود اغاثية خاصة بعائلات الضحايا وذوي المعتقلين.
وقال الظالمي إن مكاتب الصرخي في عموم المحافظات والعاصمة بغداد لديها توجيهات برعاية أسر الشهداء الذين سقطوا في "حملة المالكي الجائرة" والقيام بزيارات دورية لهم وكذلك الحال بالنسبة لأسر المعتقلين .
وكان المرجع الصرخي قد أفتى في شهر تموز/ يوليو الماضي بتحريم رفع السلاح ضد أبناء المكون السني، كما هاجم فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع علي
السيستاني وأكد بطلانها، مما تسبب بحملة عسكرية حكومية على أنصاره في كربلاء والناصرية أسفرت عن مقتل العشرات منهم واعتقال نحو ألف شخص، بحسب إحصائيات مكتب الصرخي.
وبعد فترة اختفاء دامت ثلاثة أشهر، عاد الصرخي ليخاطب أتباعة برسالة صوتية هي الأولى منذ أحداث تموز/ يوليو، أوضح فيها أن مهاجمته كانت بسبب رفضة فتوى التقسيم والتقاتل بين الطوائف والمسلمين وأبناء العائلة الواحدة، بينما جدد مهاجمته لإيران التي قال إنها ستتشظى وتنتهي وتنهار أسرع من انهيار الموصل أمام "الدواعش". وختم رسالتة بالقول: "الرهان على إيران خاسر وستشهد الأيام”.