"لا صوت يعلو فوق صوت محاربة
الإرهاب".. هذا هو الشعار الذي رفعته الصحف المصرية الصادرة الأحد 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وهي تخصص معظم صفحاتها وتغطياتها لمانشيتات تتشح بالسواد، تطالب بالقصاص والثأر، وصور الجنرال عبدالفتاح
السيسي خلال توجيه كلمة إلى الشعب، والأهالي وهم يودعون أبناءهم بالبكاء، والجنازات العسكرية لتشييع جنائز ضحايا تفجير مدرعتين للجيش بسيناء الجمعة، ما أسفر عن مصرع وإصابة أكثر من 60 جنديا.
وكالعادة، أبرزت الصحف الكلمة التي ألقاها السيسي تعليقا على الحادث، واتهامه أطرافا خارجية (لم يسمها) بالضلوع فيه، وإعلانه اتخاذ إجراءات صارمة بالحدود مع
غزة، وتأكيده أن مصر تخوض معركة "وجود"، فضلا عما وُصف بأنه إجراءات "مبتكرة" لهدم الأنفاق، والدفع بمروحيات، وزيادة الجنود، وتشكيل لجنة عسكرية لدراسة ملابسات الحادث، وتسيير حملات أمنية موسعة بشمال
سيناء، وإعلان وزارة الداخلية "الطوارئ القصوى"، وموافقة مجلس الوزراء على قانون القضاء العسكري.
وأبرزت صحف ما نسبته من اتهام مصدر أمني لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضلوع في الحادث، ورددت مزاعم بأن الإرهابيين دخلوا من غزة، فضلا عما رشح من أنباء اعتماد المجلس الأعلى للقوات المسلحة خطة للمواجهة، وبدء القوات عمليات، فيما قيل إنه إخلاء للمنطقة الحدودية من سكانها، وهو حلم إسرائيلي، لم يقدم على تنفيذه الرئيس المخلوع حسني مبارك.
كما أبرزت الصحف قصصا إنسانية لعدد من الجنود القتلى، وأطلقت عليهم وصف الشهادة، وركزت الأضواء على النقيب محمد حفيد المشير عبدالحليم أبو غزالة، واستضافت عددا ممن اعتبرتهم محللين، وخبراء، وبعضهم محسوب على الإسلاميين كناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية.
وأبرزت الصحف الإدانات الدولية والعربية الواسعة للحادث، وخصصت ملفات خاصة له.. فخصصت الأهرام ملفا خاصا بعنوان: "الحرب على الإرهاب"، فيما خصصت صحيفة الشروق ملفا مماثلا بعنوان: "مصر في حالة حرب".
وفي تغطيتها، قالت الأهرام: عملية الشيخ زويد الإرهابية نفذت بدعم خارجي.. الرئيس : مصر تخوض معركة وجود والدولة لن تسقط وسنعيدها لمكانتها.
وأضافت الأهرام: إجراءات صارمة بالحدود مع غزة.. وجنازة عسكرية للشهداء.. لجنة لدراسة ملابسات الحوادث الأخيرة وحملات أمنية موسعة بشمال سيناء.
ومع صورة يقول تعليقها: "بالدموع ودع الأهالي الشهداء".. قالت الأهرام: أسماء الشهداء. وأضافت: إدانة دولية وعربية واسعة.. الآلاف بالمحافظات يطالبون بالقصاص.
ومن جهتها، قالت الشروق: مصر تودع الشهداء وتطلق حربا شاملة ضد الإرهاب.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدق على خطة عسكرية جديدة لمواجهة الإرهاب.. لجنة عسكرية للتحقيق في الحوادث الإرهابية.. والسيسي يتهم أطرافا خارجية.
وأضافت الشروق: مصدر أمني: الإرهابيون دخلوا من غزة.. ولا نستبعد تورط حماس.. الداخلية تعلن الطوارئ القصوى وتدفع بـ14 تشكيلا من الأمن المركزي لسيناء.. مجلس الوزراء يوافق على تعديل قانون القضاء العسكري ويخاطب دول العالم لفضح الدول الراعية للإرهاب.
وتابعت الشروق: منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع غزة.. ومجموعات الـ777 و999 تصل إلى المنطقة.. والأباتشي تدك بؤر التكفيريين.. مرسي محرضا أنصاره: استمروا .. ووزير الأوقاف: الإخوان جماعة إرهابية تتحالف مع الشيطان للوصول للسلطة.
وبعناوين مغرقة في السواد، قالت المصري اليوم: حصاد الإرهاب في سيناء: 105 شهداء في عام.. والطريق الدولي ومعسكر رفح الأخطر.. "طابور الشهداء .. خد مكانك".. مصر تودع جنودها.. والرئيس: نخوض حرب وجود.. وإرادتنا لن تنكسر.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يستخلص الدروس.. ويعتمد خطة المواجهة.. والقوات تبدأ العمليات.
وأضافت المصري اليوم: النقيب محمد حفيد المشير أبو غزالة. شهيد ينعى شهيدا.. ناجح إبراهيم: داعشيون انضموا لـ"بيت المقدس".
وتابعت المصري اليوم: لجنة الجيش تبحث إعادة توزيع القوات.. إجراءات مبتكرة لهدم الأنفاق.. والدفع بمروحيات وزيادة الجنود وفقا للظروف.. تفاصيل اجتماع الثأر في الدفاع الوطني.. السيسي يطالب بالقصاص السريع وتحقيق السيطرة الكاملة خلال أشهر.
وقالت الأخبار: "الأخبار" تكشف المؤامرة: الجناة تسللوا عبر أنفاق غزة.. الشعب يطالب بإخلاء رفح فورا لضبط الحدود والقصاص من الإرهابيين.. السيسي: نخوض حرب وجود.. والقتلة تلقوا دعما خارجيا.
وأضافت الأخبار: مصر تودع الشهداء في موكب مهيب.. الأباتشي تدك معاقل التكفيريين وتقتل 10 إرهابيين في سيناء.. الحكومة: لا مهادنة مع الخونة وأعداء الدين.
وتابعت الأخبار: رفع حالة الاستنفار للدرجة "ج".. الجيش والشرطة يحاصران معاقل الإرهاب بشمال سيناء.. أهالي شمال سيناء يرحبون بحظر التجوال.. ويؤيدون إخلاء المناطق الحدودية.. رجال الإسعاف شاهد عيان: الإرهابيون منعونا من إنقاذ المصابين.. رئيس الوزراء: لا مهادنة مع خائني الأوطان وأعداء الدين.
وقالت الجمهورية: مصر ودعت الشهداء.. الشعب يطلب القصاص والجيش يثأر.. السيسي للشعب: لن يكسروا إرادتنا.. إجراءات على الحدود للقضاء على الإرهاب.. دعم خارجي وراء الحادث.
وأضافت الجمهورية: وبدأت عملية "صيد الفئران".. مصرع 11 تكفيريا.. والأباتشي تقصف 10 أوكار.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدق على خطة المواجهة.. اقتلاع جذور الإرهاب.
ومن جهتها، قالت الوطن: عسكريون: إعلان رفح والشيخ زويد "منطقة عسكرية" ضرورة لتفادي الإرهاب.. "حمزاوي": القضاء على الإرهاب مسؤولية المواطن والمجتمع والدولة.. قوى سياسية تطالب بيقظة الأمن وضبط مرتكبي حادث سيناء الإرهابي.. الحزب الناصري يطالب بمحاكمة الإخوان عسكريا.. سامي عنان لـ"الوطن": القوات المسلحة الأقدر على مواجهة الإرهاب.
وأضافت الوطن: "أبو غزالة" حكاية شهيد مذبحة سيناء.. "هذا الشبل من ذاك الأسد".. بدء حظر التجوال في سيناء وفقا لحالة الطوارئ.. الجيش يؤكد على حماية أبناء سيناء.. ويهيب الالتزام بحظر التجوال.
وتابعت الوطن: إبراهيم محلب "الوزراء" يقرر إضافة قضايا الإرهاب ضمن اختصاصات قانون "العسكري".
وقالت اليوم السابع: الجيش يتوعد بالقصاص لدماء الشهداء.. الرئيس: الحادث استهدف إسقاط وكسر إرادة الجيش.. عناصر قتالية تسللت عبر أنفاق غزة وارتكبت مذبحة الجمعة.. وزير الأوقاف: الدفاع عن الوطن واجب شرعي.
تشويه الإخوان
حاولت صحف الأحد استغلال حادث سيناء في تشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين.. فقالت الأهرام: "ضبط طبيب إخواني بحوزته قنبلة بكفر الزيات".
اهتمامات أخرى
بجانب اهتمامها بـ"الحرب على الإرهاب"، اهتمت صحف الأحد، على استحياء، بعدد من الموضوعات الأخرى.
فقالت اليوم السابع: "صينية الشاي" تكشف أسرار تفجير جامعة القاهرة.
وقالت الجمهورية: هيكل أجور لسلم وظيفي جديد نهاية العام.
وقالت اليوم السابع: "أبو النصر" يجتمع برئيس "مجموعة 30 يونيو" لوضع إجراءات للسيطرة على مدارس الإخوان.
وأخيرا، قالت الشروق: عقبات على طريق التوافق.. التظاهر.. الانتخابات.. الشباب.. ملفات تبحث عن حلول على مائدة "الشروق".. انتقادات لقانون التظاهر: ساهم في صناعة الفجوة بين صفوف أنصار 30 يونيو.. وأحزاب الدستور والتحالف الشعبي والكرامة والعدل ومصر الحرية تقود حركة المعارضة.. التيار الديمقراطي يرفع لواء الاحتجاج على قانون الانتخابات.. ومذكرة للرئيس للاعتراض على نسبة مقاعد الفردي.