تُهيمن الأحداث الجارية في المناطق السورية المتاخمة لتركيا، على تحليلات وأخبار الصحافة التركية. فتركيا تعتبر المتأثر الأكبر في المنطقة من الأحداث هناك. حيث تستقبل الحدود التركية مئات الآلاف من النازحين من مدينة "عين العرب" أو "
كوباني"، فيما يتأثر الشأن الداخلي التركي ببعض التوترات التي يفتعلها أكراد
تركيا للضغط على الحكومة التركية، للتدخل في إنقاذ أكراد "كوباني".
وبالتأكيد؛ تتناول الصحافة التركية التراشق الإعلامي بين السياسيين الأتراك، الذين يختلفون في مواقف تركيا الأخيرة، تجاه التدخل بـ"كوباني" أو الانضمام إلى التحالف الدولي، إضافة إلى السلام الداخلي بتركيا.
وبعيداً عن تداعيات "كوباني" وأكراد تركيا، ما تزال أخبار ما يُسمى بـ "الكيان الموازي" بتركيا، موضوع نقاش في الكثير من الصحف التركية، التي تُعلن كل يوم لقرائها، عن نتائج التحقيقات والأخبار الأمنية المتعلقة بالكيان.
تحالفات في "كوباني" وغياب الدعم المنتظم يشغل "أنقرة"
ذكرت صحيفتا "يني شفق" و"زمان" أنباءً تُفيد بإرسال مقاتلين من "الجيش السوري الحر" إلى "كوباني" لقتال تنظيم "داعش" إلى جانب "حزب الاتحاد الديمقراطي". حيث اشتركت الصحيفتان في نشر خبر: "أنباء تفيد بأن حزب الاتحاد الديمقراطي سيستقبل 1300 مقاتل من الجيش السوري الحر".
أما صحيفة "ميلليت" فنقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله: "بيسكي: ندعم ذهاب الجيش السوري الحر إلى كوباني".
من جهتها نشرت صحيفة "طرف" خبراً ينفي تلك الأنباء على لسان قادة من الجيش السوري الحر وحزب الاتحاد الديمقراطي: "تصريحات من قائد في الجيش السوري وصالح مسلم تنفي صحة ما قاله اردوغان بتوجه مقاتلين من الجيش السوري الحر إلى كوباني وقبول الاتحاد الديمقراطي بذلك".
صحيفة "ستار" نقلت بغرابة خبراً عن طلب "الاتحاد الديمقراطي" مواصفات خاصة لمن ينظم إليه: "حزب الاتحاد الديمقراطي يتقدم بطلب مدهش فيما يتعلق بالمقاتلين القادمين إليه، حيث اشترط أن يكونوا علمانيين".
ويرى "أوكان مدرس أوغلو" في مقاله بجريدة "صباح" أنه: على الرغم من كل شيء إلا أن موقف تركيا كان مهماً جداً بعدم دخولها المواجهات في المنطقة بشكل مباشر".
أما "إبراهيم كارا جول" فكتب عن مطلب تركيا للانضمام للتحالف الدولي؛ يقول: "الموقف الدولي يرفض إنشاء المنطقة الآمنة ويعمل على عرقلتها".
وفي ظل استمرار النزوح من "كوباني" إلى تركيا، تعترض بعض الفارين مخاطر في طريقهم، حيث أوردت صحيفة "صباح" الخبر الآتي: "أحد اللاجئين السوريين القادمين من كوباني يقول: حينما وصلنا الحدود أدركنا بأننا قد نجونا".
وتُضيف صحيفة "ملليت" في أحد عناوينها: " اختفاء أثر عدد من العربات القادمة من كوباني إلى تركيا".
ويرى الكاتب في صحيفة "صباح" "حشمت بابا أوغلو" أن التدخل الدولي، يعمل على تعزيز الفوضى، حيث كتب يقول: "لا زالوا يعملون على تعزيز الفوضى في المنطقة من خلال العروض في الجو والتضييق على كوباني".
وفي "يني شفق" يرى "سين أكتاي" أننا: "نعيش حدثا مدهشا بأن يصبح إنقاذ كوباني أولوية لدول العالم بشكل مفاجىء".
تركيا والسلام الداخلي، هل تستمر المفاوضات؟
نقلت صحيفة "حريت" وجهات نظر تركية حول ما حدث من توترات في تركيا: "إدانة مشتركة للأحداث من قبل عدة جمعيات تركية، قالت فيها إن الجرائم مجهولة الفاعلين تهدف لإثارة الفوضى".
وكتب "عبدالحميد بيلجي" في ذات الصحيفة يقول: "الحفاظ على الهوية الروحية للبلاد أمر لا يقل أهمية عن استقلالية القرار السياسي". إلا أن "علي بولاج" يرى في مقاله أن: "تركيا واقعة في مأزق بين العمال الكردستاني والولايات المتحدة الأمريكية".
وأوردت صحيفة "صباح" تقول: "وفقاً لخطة مسيرة السلام التي تقدمت بها الحكومة إلى حزب الشعوب الديمقراطية، فأن أعمال الشغب ستنتهي لضمان استمرار عملية السلام بشكل سليم، فيما ستتنتهي عملية انسحاب مقاتلي العمال الكردستاني في شهر شباط".
وذكرت "يني شفق" تقول: "رئيس الوزراء داود أوغلو ينتقد بشدة موقف الشعب الجمهوري المتعلق بكوباني واللاجئين، ويؤكد على عدم معرفة قليتشدار أوغلو بتاريخ حزبه.
ويضيف رئيس الوزراء في خبر بـ "يني عقد": "أشار رئيس الوزراء داود أوغلو بأن من سيقومون بالتخريب والحريق هم من سيدفع ثمن التعويضات".
التحقيقات مع "الكيان الموازي"، تكشف عن جديد!
في صحيفة "ميلاد" يذكر الكاتب "أحمد أي" أن الكيان الموازي هو وسيلة ضغط أمريكية على تركيا، فيقول: "الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تقبل لها شريكا في المنطقة أرسلت عدة رسائل لتركيا كي لا تتدخل في شؤون المنطقة، ويمكن فهم أحداث الجازي والتنظيم الموازي وداعش ضمن هذه الإطار".
واستمراراً للتحقيقات مع "الكيان الموازي" نشرت "يني شفق" تقول: "الكشف عن قيام عناصر من الشرطة تابعين للتنظيم الموازي في مديرية أمن شانلي أورفا بإخفاء معلومات متعلقة بوجود استهداف لنائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش، ووزير الداخلية افكان، علا ووزير الزراعة أكار".