استطاعت قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة لها التقدم في ريف
حلب الشمالي، حيث سيطرت على نقاط عدة بالقرب من السجن المركزي، وذلك بعد أن كانت قد سيطرت على قرى
حندرات وسيفات والجبيلة ومعمل الإسمنت، وبالتالي أصبحت قوات النظام على مشارف السوق الحرة ومدرسة المشاة التي يتخذها لواء التوحيد مقرا رئيسيا له.
وتهدف قوات النظام في الريف الشمالي إلى الوصول إلى بلدتي
نبل والزهراء الشيعيتان، وفك الحصار عنهما المفروض من قبل الثوار، بالإضافة إلى الوصول إلى عقدة الجندول أو طريق
الكاستيلو لقطع طريق الإمداد الرئيسي لمدينة حلب من الشمال.
وبعدما سيطرت قوات النظام السورية على قرية حندرات منذ فترة قصيرة، أصبحت ترصد طريق حندرات– الجندول أحد الطرق الرئيسية إلى حلب، وباتت تستهدف أي هدف على هذا الطريق، وبذلك بقي لمدينة حلب طريق واحد وهو الكاستيلو– الجندول والذي يعتبر خطيرا بسبب قصف الطيران الحربي والمروحي المتكرر له وبسبب قربة من خط اشتباك الليرمون.
وكان النظام السوري قد بدأ منذ 8 أشهر بحشد قواته لإحكام الحصار على مدينة حلب أولا، والتفرغ فيما بعد للريف الحلبي.
ووصول قوات النظام إلى بلدتي نبل والزهراء سيشطر الريف الشمالي إلى نصفين الجهة الشمالية من الريف الشمالي، ويمتد من رتيان إلى اعزاز على الحدود السورية التركية والقسم الجنوبي من الريف الشمالي، ويمتد من حيان إلى قرية الليرمون، وبذلك يستطيع النظام أن يعزل مناطق من الريف الشمالي كعندان وحريتان وحيان وبيانون وكفر حمرة ومعارة الأرتيق عن الحدود التركية من الشمال، وتشكيل طوق عسكري حولها يمتد من فرع المخابرات الجوية إلى حندرات إلى نبل والزهراء، ما يزيد الضغط على هذه المناطق.
وفي حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة الملاح شرق مدينة حريتان، فستتمكن بذلك من من قع طريق الإمداد المتبقي إلى مدينة حلب (الكاستيلو– الجندول). وقد حاولت قوات النظام منذ فترة قصيرة الوصول إلى منطقة الملاح، لكنها فشلت ووقعت في صفوفها خسائر كبيرة، لا سيما من عناصر الميلشيات من جنسيات إيرانية وأفغانية ودول أخرى، والذين كانوا رأس حربة للاقتحام الذي حصل لقرية حندرات.
وما يزال مخيم الحندرات الفلسطيني بيد الثوار بالرغم من سعي ميليشيات فلسطينية مساندة للنظام (خصوصا لواء القدس الفلسطيني) الوصول إلى المخيم. وأعلنت هذه الميليشيات عن تجنيد المئات من الشبان الفلسطينيين لاقتحام المخيم واستعادة أرض المخيم من "الإسرائيليين" على حد وصفها.
وتكمن أهمية مخيم الحندرات الفلسطيني في قربه من العقدة الأهم في حلب وهي عقدة دوار الجندول، والتي تعتبر النقطة الوحيدة لإمداد المعارضة والمدنيين في حلب، فهي النقطة الأهم بالنسبة لحصار مدينة حلب.
ويعمل النظام السوري للسيطرة على منطقتين لإيقاع حلب في مصيدة الحصار، وهما "المخيم الفلسطيني" و"منطقة الملاح". وفي حال سقوط إحدى هاتين المنطقتين ستكون مدينة حلب ضمن طوق عسكري لقوات النظام من الصعب كسره في الوضع الحالي بالنسبة للثوار، وسط نشوب المزيد من الانقسامات فيما بينهم، والاصطفافات المتباينة داخلها بين المؤيد للفصائل الإسلامية والمضاد لها، وهذا ما يقوي تنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الشرق لحلب وقوات النظام الممتدة من الشرق أيضاً والتي مرت عبر مناطق سيطرة التنظيم، فيما بقيت المناطق التي يسيطر عليها الثوار بين فكي كماشة التنظيم والنظام.