أرجع زعيم جماعة أنصار الله "
الحوثي"، عبد الملك الحوثي، تأخر تشكيل الحكومة الجديدة في
اليمن إلى ما سمّاها بـ"التدخلات الخارجية"، دون أن يسمّي دولاً بعينها تقف وراء هذه التدخلات.
وفي كلمه متلفزه مساء الجمعة بمناسبة العام الهجري الجديد وبثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، قال الحوثي إن "التدخلات الخارجية وبمساندة من قوى داخلية (لم يسمّها) أعاقت تشكيل الحكومة".
وتعيق خلافات بين القوى السياسية تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح تنفيذا لاتفاق السلم والشراكة الموقع بين الرئاسة اليمنية وأحزاب سياسية من جهة والحوثيين من جهة أخرى عشية سيطرتهم على العاصمة صنعاء يوم 21 أيلول/سبتمبر الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ وسع
الحوثيون من سيطرتهم على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية كما واصلوا سيطرتهم على محافظات أخرى دون أي مقاومة من الجيش والأمن.
واعتبر زعيم الحوثيين أن أكبر إنجازات ما وصفه بـ"ثورة 21 سبتمبر"، (يوم سيطرتهم على صنعاء)، هو "استعادة القرار السياسي والوطني" في إشارته إلى التدخلات الخارجية في الشأن اليمني.
واتهم الحوثي قوى سياسية، لم يذكرها، بالسعي لتعزيز نفوذها من خلال عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي الأثناء تعرضت نقاط تفتيش للحوثيين لهجمات مسلحة من قبل مجهولين ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وفي ذات السياق سيطر مسلحون حوثيون، اليوم الجمعة، على قلعة تاريخية، وساحة اعتصام لحراك شعبي يرفع مطالب حقوقية، بمحافظة
الحديدة، غربي اليمن، بحسب شهود عيان.
وأفاد شهود العيان، أن "قرابة 30 مسلحاً من الحوثيين سيطروا بالكامل اليوم، على قلعة الكورنيش التاريخية، وساحة اعتصام للحراك التهامي،(كيان شعبي) في الشريط الساحلي بمدينة الحديدة".
وبحسب شهود العيان فإن "مسلحي الحوثي كانوا قد بدأوا عملية السيطرة على هذين المكانين، في وقت متأخر من أمس الخميس، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحراك انتهت بسيطرة مسلحي الجماعة عليهما بشكل كامل اليوم".
ووفق الشهود منع الحوثيون، إقامة صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام، دعا إليها ناشطون في أحزاب سياسية مختلفة، احتجاجاً على تواجد الحوثيين في الحديدة، وللمطالبة بإخراجهم منها.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل جماعة الحوثي، حول سيطرة مسلحيها على قلعة الكورنيش، وساحة الاعتصام.
على صعيد متصل، انسحب الحوثيون، الجمعة، من أحياء اليمن، والشام، والحوك، والهنود، بالحديدة، بعد اقتحامهم لها، أمس الخميس، حيث دارت فيها اشتباكات مع مسلحي الحراك التهامي، خلفت أربعة قتلى، و12 جريحاً معظمهم من الحوثيين، بحسب مصدر في الحراك، وشهود عيان.
وخلال الأيام القليلة الماضية، سيطر مسلحون موالون لجماعة "أنصار الله"، على عدة مناطق استراتيجية بمحافظة الحُدَيْدة، المطلة على ساحل البحر الأحمر، غربي اليمن، بينها المطار المدني والعسكري، والميناء الرئيسي.
ومنذ أيام بدأ مسلحو جماعة الحوثي الدخول إلى محافظات ومدن يمنية والسيطرة على مقرات حكومية، وإقامة نقاط تفتيش، خلافا للعاصمة صنعاء التي أحكموا السيطرة عليها في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.