لا يزال الفلسطيني هدهد داوود (25 عاما)، صاحب معصرة زيتون في قطاع
غزة، عاجزاً عن بيع محصول
زيت الزيتون الذي أنتجته معصرته هذا العام، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
وقال داوود إن ارتفاع أسعار الزيت، بالرغم من زيادة الإنتاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي، جعل المواطن الغزي غير قادر على شرائه، بسبب تأثيرات العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي أدى لارتفاع نسبة البطالة، وزاد الظروف الاقتصادية التي يمر بها الفلسطينيون قسوة.
وقالت اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة، إنّ الحصار المفروض على القطاع، والحرب الإسرائيلية الأخيرة، خلّفا وضعاً كارثياً طال كافة مناحي الحياة، ورفعا نسبة الفقر إلى 90% فيما انخفض معدل دخل الفرد، إلى أقل من دولارين يومياً.
ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.8 مليون نسمة، من إغلاق المعابر وحصار إسرائيلي شديد منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في حزيران/ يونيو 2007، الأمر الذي أثر على جميع نواحي الحياة في القطاع، فيما زاد العدوان الإسرائيلي أوجاع القطاع.
وقال داود: "الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أهالي قطاع غزة، أثر سلبا على
ركود سوق زيت الزيتون لهذا العام".
وأضاف داود، أن العدوان الإسرائيلي نال من كل شيء، وخلف دماراً كبيراً، وأدى إلى تعطل عشرات الآلاف من العمال.
وكان اتحاد العمال في قطاع غزة، قال مؤخراً، إن قرابة 30 ألف عامل، توقفوا عن العمل، جراء العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي دمّر عددا كبيرا من المصانع، مشيراً إلى أن قرابة 170 ألف عامل آخر، متعطلين عن العمل، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات.
ووصف صاحب المعصرة، موسم الزيتون لهذا العام بـ "الجيد جداً" بخلاف الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن القدرة الشرائية لدى المواطن هذا العام منعدمة، موضحا أن المواطن الغزي أصبح يشتري كميات قليلة جدا من الزيت.
وأوضح أن سعر لتر الزيت لهذا العام يبلغ 30 شيكل إسرائيلي (8 دولارات)، فيما يصل سعر صفيحة زيت الزيتون التي تزن 20 لترا إلى 530 شيكل، أي ما يعادل 141 دولار.
وتوقع داود، في ظل ارتفاع أسعار الزيت المحلي، أن يتم استيراد زيوت من خارج القطاع، سواء من سوريا أو مصر أو ليبيا، لتميزها بسعر منخفض بسبب جودتها الأقل.
وتتميز فلسطين بشجر الزيتون المزروع من مئات السنوات، ويقوم المزارعون في نهاية شهر أيلول/سبتمبر وبدايات تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، ووسط أغاني شعبية بجني ثمر الزيتون، الذي يلقبونه بـ"النفط الأخضر".
وتشتهر غزة بثلاثة أصناف من الزيتون هي "السُري" و"الشملالي" و "k18"، ويقبل الغزيون على الزيتون "السُري" ويتم استخدامه لأغراض التخليل واستخراج الزيت منه، أما "الشملالي" فيستخرج منه الزيت وتكثر زراعته في المناطق الجنوبية من القطاع، وكذلك الصنف الثالث "k18" الذي يستخرج منه الزيت فقط.
وقال محمد أبو عودة، مدير دائرة البستنه الشجرية في وزارة الزراعة الفلسطينية، إن المساحة الإجمالية المزروعة بأشجار الزيتون في قطاع غزة تبلغ 36.450 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، تتوزع بين المساحة المثمرة بواقع 21.550 ألف دونم، والمساحة غير المثمرة بواقع 14.9 ألف دونم.
وأضاف أبو عودة "شهد موسم الزيتون لهذا العام ارتفاعا في الإنتاج مقارنة بالعام الماضي".
وأضاف أبو عودة، أن إنتاج قطاع غزة هذا العام من زيت الزيتون، يقدر بـ 20 ألف طن، بما يحقق الاكتفاء الذاتي للقطاع، دون الحاجة إلى الزيوت المستوردة.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة لن تستورد زيت الزيتون من الخارج، إلا إذا اضطرت لذلك وحدث نقص في الكميات.
وأشار إلى أن السبب وراء ركود بيع زيت الزيتون لهذا العام، هو الوضع الاقتصادي الصعب الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث دمر الاقتصاد الغزي وجعل المواطن غير قادر على شراء الاحتياجات الأساسية.