شن مؤرخ عسكري
إسرائيلي بارز هجوماً كاسحاً على قيادة الجيش الإسرائيلي معتبراً أنها تفتقد للمبادرة وتعجز عن استخلاص العبر ولا تدلل على "قدرات إبداعية".
وقال الدكتور أودي ميلشطاين، الذي سبق له أن عمل محاضراً في هيئة إعداد القادة في الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل فقدت في
الحرب الأخيرة على
غزة زمام المبادرة، وقامت استراتيجيتها على الرد، وهذا ما جعلها تتلقى الضربات.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف "ونشرتها الأربعاء قال ميلشطاين إن "قدرة
حماس على الصمود لأكثر من 50 يوماً يدلل على أنها حققت انتصارا فقد سبق لماوتسي تونغ أن قال في حال قاتل جيش كبير مجموعة مسلحة ولم يتمكن من القضاء عليها في النهاية، فهذا يدلل على أن هذه المجموعة هي التي انتصرت".
واستدرك ميلشطاين قائلاً: "نحن لا نتوقع أن تتمكن حماس من احتلال إسرائيل، لكن مجرد صمودها على هذا النحو يعزز الدافعية داخل العالم العربي للقتال ضدنا".
وانتقد ميلشطاين القدرات القيادية لجنرالات الجيش الإسرائيلي قائلا: "معظم قيادات الجيش طوال الوقت من ذوي القدرات المتوسطة والمتدنية، وهذا ما انعكس على أدائه في الحرب، إنني أعرف الكثير من الضباط في الخدمة والاحتياط،الذين يؤكدون أن هذه الحرب كانت غبية بسبب أداء القادة".
واستهجن ميلشطاين حديث الجيش عن جرأة ضباطه وجنوده خلال الحرب، قائلاً: "عن أي جرأة يتحدثون وجيش عظيم يقاتل عددا من الإرهابيين، هل يفترض بهذا أن يمثل تحدياً يتطلب جرأة".
وشدد ميلشطاين على أن الجيش يحاول تجنب النقد عبر التذرع بالحرص على سرية التحقيقات التي يجريها في مظاهر التقصير.
وحذر ميلشطاين، من أن هناك احتمالا أن يسقط 200 ألف إسرائيلي في أية حرب قادمة مع حزب الله بسبب قدراته الصاروخية الكبيرة، والتي يصل مداها إلى 200 كلم وتزن طنا، ومستوى الدقة يبلغ 20 مترا، علاوة ما قد تحدثه هذه الصواريخ من أضرار هائلة في مرافق البنى التحتية من محطات طاقة وتحلية وغيرها.
واستنتج ميلشطاين أن العرب أكثر قدرة على استخلاص العبر من "إسرائيل "،مشيراً إلى أن مصر استخلصت العبر من حرب 67، "لأنها أدركت أنها تعرضت لهزيمة، في حين أننا لا نقر في أية حرب بأننا خسرنا، ونصر دوماً على أننا حققنا انتصارات، وهذا ما يجعلنا نزهد في استخلاص العبر".