هدد وزير الدفاع
الإسرائيلي، موشيه يعالون، بأن إسرائيل ستوقف جهود إعادة إعمار قطاع
غزة إذا قامت حركة المقاومة الإسلامية (
حماس) بترميم أنفاقها الهجومية"، التي دمرها الجيش الإسرائيلي في العدوان الأخير الذي شنه على القطاع في السابع من تموز/يوليو الماضي.
فخلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مقر المنظمة بمدينة نيويورك الاثنين، قال يعالون إن "إسرائيل تحذر من قيام حماس بترميم أنفاقها الهجومية، وإذا فعلت فإن إسرائيل لن تسمح بإعمار غزة"، وفقا للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي.
واستخدمت حماس في العدوان الأخير، التي دامت 51 يوما، أنفاقا تصل من غزة إلى عمق الأراضي الإسرائيلية لشن هجمات على أهداف إسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير 32 نفقا هجوميا.
ومضى يعالون قائلا إن "إسرائيل لن تسمح أيضا لحماس بالتسلح من جديد".
وفضلا عن دمار مادي واسع في غزة، تسببت الحرب الإسرائيلية في استشهاد 2159 فلسطينيا وإصابة أكثر من 11 ألف بجراح، بحسب مصادر طبية فلسطينية في القطاع، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة.
وأعلن مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، عقد في القاهرة يوم 12 من الشهر الجاري، عن تعهدات بـ5.4 مليار دولار، نصفها مخصص لإعادة الإعمار، والبقية لمساعدة السلطة الفلسطينية واقتصاد الضفة الغربية.
ولا يوجد تاريخ محدد لبدء جهود إعادة إعمار غزة، ويزيد من الغموض ما يتردد عن أن هذه الجهود لن تبدأ إلا بعد خروج "حماس" تماما من المشهد السياسي، وتسليم السلطة في غزة كاملة لحكومة التوافق الوطني الفلسطيني.
ويزور وزير الدفاع الإسرائيلي الولايات المتحدة منذ مطلع الأسبوع الجاري بهدف حشد الدعم الأمني والعسكري لإسرائيل.
ورحب بان كي مون، خلال لقائه يعالون، بما قال إنه دعم إسرائيل في إنشاء آلية مؤقتة لتسهيل إعادة إعمار غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، وحث السلطات الإسرائيلية على "ضرورة استمرار الخطوات الأولية الإيجابية في هذا الشأن".
وقال ستيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، إن بان كي مون أكد اعتزامه "إنشاء لجنة تحقيق للنظر في القضايا الخاصة بمقرات الأمم المتحدة في غزة خلال الصراع الأخير".
وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، اتهمت "حماس" الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) كان بها مشردين جراء الحرب؛ ما أسقط قتلى، فيما تردد إسرائيل أن "حماس" كانت تخزن أسلحة في تلك المدارس، وهو ما تنفيه الحركة.
وتحدث البيان الأممي عن "أهمية التناسب" في استخدام القوة، في إشارة إلى ما تقول الأمم المتحدة إنه "استخدام مفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على "أهمية عودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الحوار لحل القضايا العالقة بين الجانبين"، وقال إنه "لم يعد هناك وقت لإضاعته، وذلك إذا أردنا لآمال تحقيق السلام أن تبقى على قيد الحياة".