بعد خروجه من السجن، يستعد رجل الأعمال "أحمد عز" أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني المنحل للعودة إلى صدارة المشهد السياسي في
مصر من جديد، من خلال إعادة تنظيم صفوف الحزب لخوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة.
ونقلت وسائل إعلام مصرية متعددة، تفاصيل اجتماع موسع عقده "عز" يوم الخميس الماضي مع أعضاء بارزين ونواب سابقين في
الحزب الوطني للتنسيق بينهم لخوض الإنتخابات والفوز بأكبر عدد من المقاعد، بعد أن أجرى جولة في عدة محافظات عقب خروجه من السجن لتجميع اعضاء الحزب المنحل.
ويرى مراقبون أن مرشحي الحزب الوطني المنحل - الذين يملك أغلبهم أموالاً طائلة وعصبيات قبلية - لن يجدوا منافسين أقوياء في
الانتخابات المقبلة بعد أن تم إقصاء قوى الإسلام السياسي - وعلى رأسهم الإخوان المسلمين - بعد إنقلاب يوليو 2013، فضلا عن ضعف الأحزاب المدنية الأخرى وعدم وجود تمثيل حقيقي لها بالشارع.
ويقولون إننا قد نرى أعضاء الحزب الوطني السابقين يحصدون الأغلبية البرلمانية، ما يعني - وفقا للدستور الحالي - أحقيتهم بتشكيل الحكومة المقبلة، بل وسحب الثقة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وكان "أحمد عز" أحد أهم رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان سببا رئيسيا لقيام ثورة يناير بعد إشرافه على تزوير إنتخابات مجلس الشعب وحصول الحزب الوطني على 99% من مقاعده قبل الثورة بأشهر قليلة.
وحضر الإجتماع مع عز أكثر من مائتي نائبا سابقا، قادرون على حسم الانتخابات لصالحهم، وتم الإتفاق معهم على خطة للتحرك وسط الأوساط الشعبية، على أن يتم خوض السباق كمرشحين مستقلين بعيدا عن أي حزب من الاحزاب القائمة، على أن يتم دارسة تأسيس حزب جديد يخلف الحزب الوطني الحاكم سابقا.
وأكد عز أنه سيتم تشكيل جبهة موحدة تحت اسم "ائتلاف المستقلين" بعد فوزهم بالمقاعد يتولى قيادته بنفسه، في إشارة إلى أن مسألة حصوله على مقعد في البرلمان أمر محسوم.
وكان أعضاء ونواب سابقين في الحزب الوطني قد انضموا إلى أحزاب وائتلافات مدنية عقب ثورة يناير في محاولة للتخلص من سمعة الحزب الحاكم السابق السيئة التي أدت إلى تصاعد الغضب الشعبي من نظام مبارك حتى انفجر في 25 يناير 2011.
عار علينا
وفي تعليقه على هذه التحركات، قال نائب رئيس الوزراء السابق حسام عيسى، إن عودة الحزب الوطني على يد أحمد عز سيكون بمثابة العار.
وأشار عيسى أثناء لقائه مع قناة التحرير مساء السبت الماضي - إلى أن عودة الوطني ستعطى الشرعية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأكد أن رجال مبارك استغلوا غضب المصريين ضد الإخوان للعودة من جديد إلى المشهد، محذرا من أن أخطر ما يمكن أن يحدث لمصر في هذه المرحلة هو تعاون نظام السيسي مع رجال مبارك.
كما أعرب القيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي عن رفضه التام اعتزام أحمد عز تشكيل تحالف انتخابي لخوض الانتخابات المقبلة، واصفا تلك الخطوة بأنها خيانة لثورتي 25 يناير و30 يونيو وللشعب المصري.
وأكد الهلباوي في تصريحات صحفية ثقته في قدرة الشعب المصري على اختيار نوابه الذين يمثلونه في البرلمان، مشيرا إلى أن عز لديه الحق في الترشح وممارسة حقوقه السياسية.
واستقبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء استعداد الحزب الوطني للعودة للمشهد بالسخرية الممزوج بالمرارة، فقال أحدهم: "وأهو بكرة نقول كانت ثورة وعشنالنا يومين"، فرد عليهم آخر قائلا "دعونا ننسى أخطاء الماضي، ونرتكب أخطاء جديدة".
بينما قالت إحدى الناشطات تعليقا على تكوين عز لجبهة انتخابية: "هي فين الثورة دي؟ الثورة ماتت وأخدنا عزاها"، وأضافت أخرى: "ياخسارة الشهداء اللي راحوا وياحسرة قلب أهلهم لم يشوفوا عز في البرلمان مرة تانية".
قادر، لكنه لن يفعلها
من جانبه نفى محمد حمودة محامي أحمد عز علمه بتشكيل رجل الأعمال أي تحالف انتخابي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضاف حمودة خلال مداخلة هاتفية مع قناة التحرير مساء الأحد أنه بالرغم من قدرة عز على تشكيل هذا التحالف وخوض الانتخابات إلا أنه لن يفعلها، موضحا أن موكله مشغول هذه الأيام بتطوير شركاته ومصانعه.
وكانت النيابة قد أخلت سبيل أحمد عز المحبوس منذ الأيام الأولى للثورة، بعد دفعه 11 مليونا جنيه، هي قيمة القسط الأول للغرامة المقررة عليه وقيمتها 100 مليون جنيه بعد اتهامه باحتكار الحديد.
ويملك عز المعروف في مصر باسم إمبراطور الحديد أكبر مصنع للحديد في الشرق الأوسط، وهو يحاكم الآن بتهمة غسل الأموال بما قيمته أكثر من ستة مليارات جنيه متحصلة من جريمتي التربح والاستيلاء على المال العام في صفقة استحواذه على مصنع الدخيلة للحديد المملوك للدولة.
وقال خبراء قانون إن عز يحق له خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة إذ لا يوجد أي موانع قانونية تعيق ترشحه أو مباشرة حقوقه السياسية خاصة أن القضايا المتهم بارتكابها لم يصدر فيها حكم نهائي يمنعه من الترشح.