كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" عن مقتل حوالي 30 جهاديا
بريطانيا في
سوريا. ومع استمرار الغارات الجوية الأميركية والدول المتحالفة معها من المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك، خاصة أن معظم البريطانيين المتطوعين في الحرب يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش".
وتقول الصحيفة إن الرقم يظهر أن المقاتلين البريطانيين لا يزالون عالقين في محاور الحرب، إضافة لتزايد أعداد الشبان الذين يسافرون إلى سوريا، التي مزقتها الحرب الأهلية.
وتشير الصحيفة إلى مقتل أربعة جهاديين بريطانيين؛ أحدهم شاب صغير من مدينة برايتون، وذلك بعد بدء الغارات الجوية الأميركية، وقتل الأربعة في غارة واحدة.
ويرى محللون أن تقارير القتل "الاستشهاد" في سوريا قد تدفع أعدادا جديدة من الشبان للسفر والمشاركة في القتال.
ويبين التقرير أن الكشف عن الأرقام يأتي بعد صدور دراسة، أعدها فريق من المحللين النفسيين عن دوافع التطرف والتعاطف مع الإرهابيين، حيث ذكرت الدراسة أن العزلة الاجتماعية والشعور بالضيق النفسي والكآبة عوامل تؤدي للتعاطف مع الأعمال الإرهابية، التي حددها الباحثون في دراستهم المسحية، التي قامت على عينة من الشبان والشابات المسلمات.
وكشفت الدراسة أن الذكور والإناث سواء في إمكانية نزوعهم للتشدد، نتيجة لظروفهم الحياتية، ولاتصالهم مع شبان متطرفين.
وتلفت الصحيفة إلى تحذير رجال دين مسيحيين من آثار الغارات على العراق وسوريا، والتي قد ينظر إليها على أنها تجديد للحملات
الصليبية. فقد حذر أسقف الكنيسة الأنكليكانية المبجل جاستين ويبلي من توسيع الغارات في الشرق الأوسط، التي قد ينظر إليها في المنطقة على أنها حملة صليبية جديدة، مما يعني زيادة الدعم للجهاديين.
وأكد باحثون في مركز دراسات التشدد والعنف السياسي بكلية كينغز- جامعة لندن، وهو المركز الذي يقوم برصد ومراقبة حركة الجهاديين البريطانيين، أنهم يعرفون عن مقتل 24 بريطانيا. ولكن شيراز ماهر، الباحث البارز في المركز، يعتقد أن الرقم أعلى بسبب المصاعب في تقييم المعلومات القادمة من سوريا. ويقول هناك 20 بريطانيا قتلوا في سوريا وتم التأكد من هذا، بحسب "التلغراف".
ويورد التقرير أن من بين هؤلاء الشاب إبراهيم كامارا (19 عاما)، الذي قتل في الغارة الأميركية الشهر الماضي على حلب، وقتل معه ثلاثة بريطانيين آخرين.
ويعتقد أن كامارا، والذي اتخذ اسما جهاديا "خليل البريطاني"، قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في سوريا- جبهة النصرة. وقتل في نيسان/ إبريل عبدالله دغاييس (18 عاما) . وكشف والده، الذي وصف ابنه بالشهيد، عن وجود نجلين آخرين له في سوريا؛ وهما عامر (20 عاما) وجعفر (16 عاما). كما قتل افتكار جامان (23 عاما) من بورتسموث في كانون الثاني/ ديسمبر.
وكان والداه ضمن ستة أشخاص اعتقلتهم سلطات مكافحة الإرهاب يوم الثلاثاء، وأفرج عنهما بكفالة لاحقا.
وينقل التقرير عن ماهر قوله إن "الطيور الخضراء" كما يطلق على الشهداء "لن تثبط من عزيمة من يريد السفر؛ لأنهم يعتبرون الشهادة انتصارا، وهي الجائزة الكبرى للجهاديين ومن حولهم الذين يحتفلون بموتهم".
ويختم تقرير الصحيفة بالإشارة إلى اعتقاد رفائيلو بانتوشي، من المعهد الملكي للدراسات المتحدة، بأن القصة عن السبب الذي يدفع الشباب للمشاركة في القتال تتغير وتتطور مع مرور الوقت. ويقول "إن سافرت هناك للقتال مدفوعا بفكرة الجهاد عندها لن يمنعك أحد، هناك قلة من الشباب ممن يسافرون ولا يعتقدون أنهم سيموتون". ويضيف أن ظهور "داعش" وفكرة إنشاء الدولة الإسلامية وتركيزها على الجهاد، أسباب قد تدفع البعض للسفر. وتقدر السلطات الأمنية عدد الشبان الذين يقاتلون في سوريا بحوالي 500 شخص.