تخطط الحكومة الزامبية لحظر
طقوس "
التطهير الجنسي"
القبلية، مستنكرة إياها بوصفها واحدة من الممارسات الثقافية الضارة التي تسهم في انتشار فيروس
نقص المناعة البشرية/
الإيدز في البلاد.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قالت وزير الشؤون القبلية، "نكاندو لوه"،: "تعتبر العادات التقليدية أن الزوجة الأرملة (نجسة) تحتاج إلى الخضوع لطقوس التطهير بعد وفاة الزوج".
ووفقا للتقاليد، عندما يموت الرجل تدخل زوجته في عزلة، وبعد انتهاء مراسم الجنازة، يتم اختيار رجل من بين أفراد الأسرة، لكي "يطهر" الأرملة و"يرثها" إلى جانب ممتلكات المتوفى.
وأوضحت "لوه" أنه "يعتقد أن هذه الطقوس تطهر المرأة، وبيتها بعد وفاة زوجها، وأن الفشل في تنفيذ هذه طقوس التطهير، يجلب الحظ السيء فيما يتعلق بالبطالة والمرض والموت".
ووفقا للوزيرة "يعتقد أن أولئك (الزوجات الأرامل) اللاتي ترفضن ممارسة التطهير الجنسي تصبحن ملعونات ومبغوضات من قبل المجتمع، وبدافع من الخوف، ليس هناك خيار أما الزوجات الأرامل سوى أن يخضعن لهذه الطقوس".
وأشارت الوزيرة إلى أن الزوجات الأرامل اللاتي يخضعن لهذه طقوس يكرهن على ممارسة الجنس دون وقاية، و"أحيانا يجبرن على ممارسة الجنس مع رجال غير معروف إذا كانوا مصابين بفيروس الإيدز، وبالتالي تواجه الأرملة التي لا تحمل الفيروس خطر الإصابة بالعدوى من الرجل الذي يرثها".
وأضافت: "وفي حالات أخرى، تنقل الأرملة التي أصيبت بالعدوى من زوجها الراحل المرض إلى وارثها عندما تجبر على ممارسة الجنس معه".
وتظهر إحصاءات مكتب الإحصاء المركزي في البلاد، أن أكثر من مليون زامبي يعيشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، فيما يبلغ معدل انتشار الفيروس 30% بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما.
كما تظهر الأرقام أيضا أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و34 عاما، يتعرضن لخطر أكبر بكثير للإصابة بالفيروس -الذي ينتقل بشكل رئيسي خلال ممارسة الجنس- من الشباب في الفئة العمرية نفسها.
وحذرت الوزيرة من أنه في إطار ممارسات تعدد الزوجات الشائعة، والعلاقات خارج نطاق الزواج في زامبيا، يمكن أن يفجر التطهير الجنسي سلسلة لا تنتهي من الإصابات بالعدوى.
ونوهت إلى أن "تعدد الزوجات، مثل التطهير الجنسي، تم توثيقه كعامل خطورة في حد ذاته، حيث يمكن أن ينقل الرجل الفيروس إلى زوجاته، اللواتي قد يصبن بدورهن آخرين بالعدوى إذا أصبحن أرامل وتم ورثهن.
وتابعت: "لذلك فمن المناسب حظر هذه الممارسة محظورة، وكحكومة، نحن نبذل كل جهد ممكن لضمان استئصال مثل هذه التقاليد".
ولفتت أيضا إلى أن الرجال الذين يمارسون تعدد الزوجات يميلون إلى الدخول في علاقة خارج نطاق الزواج، مما يزيد من خطر إصابة المزيد من الناس.
وبينت الوزيرة أنه "عادة في المجتمعات الريفية، لا تشكو المرأة حتى عندما يحضر الزوج نساء أخريات إلى المنزل، حيث اعتادت النساء أن يقبلن دخول أزواجهن في علاقات خارج نطاق الزواج".
من جانبه، قال رودريك فونغو، رئيس رابطة المعالجين التقليديين في زامبيا: هناك طقوسا تطهير بديلة أخرى بدلا من التطهير الجنسي الأكثر شعبية.
وأوضح في حديث لوكالة الأناضول أن "أحد هذه الطقوس يتطلب التضحية بحيوان، ولكن للأسف الحيوانات هي أيضا مكلفة للغاية، ولهذا السبب يختار الناس العلاقات الجنسية".
واختتم بالقول: "في هذه الحالة، ليس لدينا أي خيار سوى البحث عن تضحيات بديلة".