الشاب الذي ضرب مرتضى على – لامؤاخذة - مؤخرة عنقه، لم يفعل ذلك بشكل عفوي، اتفق مع زميل له ليصوره وهو يلطع قفا بوق النظام، أخبرونا أنه أولتراس، إلا أن الأمر يتجاوز الثأر الشخصي أو حتى الفئوي من رئيس النادي المنكوب دائما برؤسائه، مرتضى رجل السيسي، ومن قبله رجل مبارك، وسيكون رجل كل الأنظمة الفاسدة التي لا تجد سبيلا لسياسة أمر الناس إلا بالاستعانة بأمثاله، من مهندسي موقعة الجمل، رآه الناس في شارع أحمد عرابي مع جموع البلطجية ليلة الجريمة، رأوه ولم يجرؤوا على الشهادة ضده، غول قانون، الفساد مختصر في لسان كالمبرد، موهوب، يستطيع أن يشتم 120 نفرا في 10 دقائق، ووحده القادر على سب دين أمهات الناس الذين لا يعرفون الأدب، كي يتأدبوا.
القفا رن،" فلاش" نور متلأليء ضرب في الشاشة، أدخل على اليوتيوب وشاهده.. الشباب، زيادة في الواجب، استلهموا عمنا سعيد صالح، زينوا الفيديو البديع بصوته الأبدع، يقول أحدهم: هذه شماتة لا تليق، الرجل انضرب غيلة، من قال إن المضروب رجل؟، أو أن هذه غيلة؟، أو أن الواقعة كلها هي واقعة اعتداء على بني آدم؟
النظام يأخذ على قفاه في شوارع المحروسة، "مورتا" لن يكون الأخير، كل من تطاله أيدي الشباب سوف يلحق به، الدولة المختبئة خلف دبابات العسكر، ومبانيهم المحصنة، المحتمية بمن تصف ألسنتهم السوء والتعريض بوصفه الوطنية والمصرية، هذه العصابة التي يسمونها دولة هي المقصود، مرتضى وغيره من الأُجراء هم طرف الثوب الظاهر، جزء من مؤخرتها العريضة تجاوز الساتر إلى مرمى السهام، انتظروا مزيدا من الضرب، واللسع، والغرس، الشباب سيفككوا هيبة الدولة المزيفة على طريقتهم، اسألوا جنود "
فالكون" المساكين، ظنوا أنها دولتهم، ووقفوا منتفخين في وجه طلاب الجامعة، وبعد ساعات كانوا يجرون في الشوارع ، كمن يطارده عفريت من الجن، بعضهم جرى بكامل ملابسه، وبعضهم خلعوا عنه - لا مؤاخذة - البنطلون، ثمة صنف أخير لا تستوعب مساحة المقال الرقابية الإتيان على ذكره، وربنا ستير حليم.
في الظروف العادية، هذا حدث مؤسف، لا يصح، عيال قليلة الأدب، مهما بلغ الخلاف فلا يصح الضرب على "الخلاف"، عيب، حرام، الضرب في الميت حرام، إلا أن الظرف غير عادي، الظرف يستدعي "الظرف"، على القفا طبعا، لو كنت مستاء مما حدث، أرجوك اكتب اسم المستشار المحترم على محرك البحث Google ، وانظر ماذا ترى، شاهد الفيديوهات، حسبك ما ينطق به لسان الرجل، هذا إن كنت لا تعلم، أما نحن فنعلم، نحن مغروسون في وحل هذا الوطن، حاولنا آلاف المرات على طريقة الأولاد المهذبين، ولم تفلح، من لم يترب في بيته لن يصلح معه سلوكيات أبناء الناس المتربيين، اسألنا عنهم، ولا ينبئك مثل خبير.
النظام القمعي يتصور أن الأيام المقبلة سوداء على معارضته، لينة طرية على أمثاله من المرتضيات والفالكونات، الشباب لهم رأي آخر، دون سلاح، دون رصاص، دون إرهاب النظام، فقط انزلوا الشوارع، الرجل ينزل، ولكن قبل أن يفعل عليه أن يتصل برئيس النادي الأبيض ليسأله سؤال بهجت الأباصيري لمرسي الزناتي: أنت قفاك بيوجعك أوي ياض يا مرتضى.
سنوجعكم أكثر، والبركة بالنفس الطويل، لن نيأس، الحق معنا، وحركة التاريخ معنا، انتهيتم، لكنكم تعاندون، عاندوا، ولكن تحملوا، الفاتورة لن يدفعها الشباب وحدهم، ولن تستطيعوا أن تعتقلوا الشباب ولو حرصتم، نحن كثير، مهما اعتقلتم، لن ننتهي، ثمة جيل لم يرض بغير رحيل كبيركم الذي علمكم الفساد، رغم كثرة الإغراءات، والخطابات العاطفية، والتوسل، والعنف، والإرهاب، إرهاب مؤسسات الدولة، لم يُجد شيئا، لم يؤثر فيهم أي شيء، كانوا الأكثر عنادا وصلابة، الأصدق قولا وفعلا، انصرفوا بعد أن تحقق لهم ما أرادوا، أخطأوا، تعجلوا، ما كان لهم أن ينصرفوا، لكن الفرق بينكم وبينهم أنهم يتعلمون من التجارب، أنتم أغبياء، لحسن حظنا، نسيتم 28 يناير، ها هي الحركة الطلابية تذكركم، نسى "مورتا" صراخه يوم جاؤوا ليأخذوه إلى السجن، نسى، ربما لأنه وجد بالداخل من يخبره بأن سجنه لن يطول، وبأن الثورة لن تتكرر، لعل كف الأولتراس "المعلم" على قفاه يذكره، في
مصر الآن آلاف "المرتضين" بما آلت إليه الأمور من ظلم، وقهر، وسواد، وفي مصر الآن ملايين الأكف الشابة، وفي الغد مزيد من الطرقعة، ومن البنطلونات المشدودة، وما وراءها، نعدكم بالانبساط.