أصبح علماء أمريكيون قاب قوسين أو أدنى من ابتكار علاج جديد لمرض السكري لا يحتاج الى حقن المرضى بمادة الأنسولين التي يعتمد عليها هؤلاء المرضى منذ عقود طويلة، في تطور طبي مذهل قد يمهد للوصول الى علاج نهائي للمرض المزمن.
ويقوم العلاج الجديد الذي يقترب العلماء من تطويره على زراعة خلايا بنكرياسية جديدة في المختبر، ومن ثم حقن المريض بها، فيما نجح العلماء مؤخراً ولأول مرة في زراعة كميات كافية من هذه الخلايا بما يمهد للوصول الى العلاج النهائي الذي لا يقوم على حقن المريض بالأنسولين.
وبحسب التجارب فان الخلايا المزروعة عملت بنجاح وبشكل طبيعي في أجساد فئران التجربة، على أن تجربة هذه الخلايا ستتم على أجساد البشر خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ سيتم زراعتها لدى أشخاص مصابين بداء السكري لفحص مدى تجاوبهم معها، فيما يتوقع العلماء أن ينجحوا في ذلك خلال الفترة المقبلة.
وقال جوز أوبليهورتزر، وهو خبير في زراعة الخلايا البشرية في جامعة إلينويز في شيكاغو بالولايات المتحدة إن "هذا التطور الجديد يمثل منعطفاً بالغ الأهمية في تاريخ علاج
مرض السكري".
ويوجد في بريطانيا وحدها أكثر من 400 ألف شخص مصاب بمرض السكري من النوع الأول، من بينهم 30 ألف طفل، إضافة الى أكثر من ثلاث ملايين مصاب بالنوع الثاني من داء السكري.
ويعود الفضل في هذا الاكتشاف الثوري الكبير الى الأستاذ في جامعة هارفارد دوغ ميلتون الذي بدأ البحث في هذا المجال قبل 23 عاماً، عندما أصيب ابنه سام بمرض السكري من النوع الأول في طفولته، ليتحول ميلتون الى واحد من اشهر وأهم علماء العصر الحديث الباحثين في مجال مرض السكري.
وقال البروفيسور ميلتون إنه وفريقه أصبحوا الان على بعد خطوة واحدة فقط من التوصل الى العلاج، وأضاف: "كان شيئاً عظيماً أن نعرف بأننا كان من الممكن أن نفعل شيئاً، وأن نتمكن من فعل الممكن، في الوقت الذي هرب الكثيرون من العمل".