استنكر القيادي في جماعة
الإخوان المسلمين في مصر، عبد الموجود
درديري، تركيز الرئيس المصري، عبد الفتاح
السيسي، معظم كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على
الإرهاب، معتبرا أن الإرهاب هو استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية، وأن الجماعة لم تفعل ذلك.
وقال القيادي بحزب الحرية والعدالة درديري، الذراع السياسي للجماعة والمتواجد في بريطانيا، إن "الجنرال السيسي المتهم بارتكاب أكبر مجزرة في العصر الحديث ضد متظاهرين سلميين ومطلوب للعدالة، استنادا لتقارير حقوقية عدة، يتكلم اليوم عن الإرهاب، والإرهاب هو استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية، وهذا بالتحديد ما فعله هذا الجنرال الإرهابي في الثالث من تموز/ يوليو 2013".
ويقصد درديري بـ"أكبر مجزرة" فض قوات الأمن المصرية لاعتصام مؤيدين للرئيس المصري المنتخب، المنتمي لجماعة الإخوان، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" يوم 14 آب/أغسطس 2013؛ ما أسقط مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية، وأثار انتقادات حقوقية ورسمية واسعة.
وبشأن الاتهامات المبطنة بالإرهاب التي وجهها السيسي إلى الجماعة، قال إن "هذه اتهامات باطلة، من يتحدث عن اختطاف الإخوان للعملية الديمقراطية إما أنه لا يفهم معنى الديمقراطية أو أنه يحتقر الاختيار الحر والنزيه للشعب المصري".
ومضى قائلا إن "جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ نشأتها، تتبنى اتجاها تنويرا داعما للسلم المجتمعي وبناء القيم والأخلاق والدفاع عن الحريات والحقوق الإنسانية النبيلة، ولم تشارك ولم تحرض على عنف، وتحرص على دعم كل المسارات الديمقراطية".
وتابع أن "الإخوان فازوا بكل الانتخابات دون استخدام دبابة واحدة ولا طائرة أباتشي، ويصرون على عودة الدولة المدنية والديمقراطية والحرية للجميع".
وختم القيادي الإخواني بقوله إن "تخصيص الجنرال السيسي معظم وقته للحديث عن جماعة الإخوان يكشف مدى تخوفه من خصم سياسي قوي له جذوره المجتمعية".
وبدون أن يذكرها صراحة، جعل السيسي من الجماعة محورا لخطابه أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة الأربعاء، إذ اتهمها في بداية الخطاب بـ"الطغيان"، وفي منتصفه بـ "العنف والإرهاب"، وفي نهايته بـ"التطرف"، وهو ما اعتبره قيادي بارز بالإخوان اتهامات باطلة وتخوف من خصم سياسي له جذوره المجتمعية.
ومتحدثا عن الإطاحة بمرسي، قال السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع حين جرى ذلك، إن الشعب المصري رفض "الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب".
وتابع أن الجماعة "ما لبثت أن وصلت إلى الحكم حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه".
وانتخب مرسي رئيسا لمصر في أول انتخابات حرة تشهدها البلاد في حزيران/ يونيو 2012، في أعقاب إطاحة ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 بالرئيس الأسبق، حسني مبارك.
وفي منتصف خطابه، قال السيسي إن مصر ماضية في تأسيس دولة القانون "دون تراجع أمام إرهاب يظن أن بمقدوره اختطاف الوطن وإخضاعه".
وأضاف دون ذكر اسم جماعة الإخوان صراحة: "عانت مصر من ويلات الإرهاب منذ عشرينيات القرن الماضي (تم تأسيس الجماعة عام 1928)، حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم اعتمادا على العنف المسلح والإرهاب".
وفي نهاية الخطاب، تحدث رئيس الانقلاب عن قدرة مصر على مواجهة الإرهاب، مضيفا أنه "يثق في نجاح مصر في اجتثاث جذور التطرف، بفضل هويتها الوطنية كما سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف في تسعينيات القرن الماضي".