أصدر الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي الأربعاء، قرارا جمهوريا بتعيين صالح علي الصماد مستشارا لرئيس الجمهورية عن جماعة أنصار الله، وياسين مكاوي القيادي في
الحراك الجنوبي مستشارا للرئيس عن الحراك الجنوبي.
ومن المتوقع أن يصدر الليلة قرار جمهوري بتسمية رئيس الوزراء الجديد، بعد مشاورات أجراها الرئيس مع مختلف القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة، على أن يتم تسمية أعضاء الحكومة القادمة خلال مدة أقصاها شهر، من تاريخ توقيع الاتفاق.
الحوثيون يسيطرون على شركة نفط فرنسية في العاصمة صنعاء
من ناحية أخرى، سيطر مسلحو جماعة أنصار الله المعروفة باسم "
الحوثي" الأربعاء، على مقر الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال (شركة يمنية فرنسية مشتركة) في شارع حدة وسط العاصمة صنعاء، بحسب مصدر في الشركة.
وأضاف المصدر، أن "مجموعة من مسلحي الحوثي بدأوا، صباح اليوم (الأربعاء)، بتفتيش سيارات الموظفين، والتحكم في عملية الدخول والخروج من وإلى مقر الشركة".
وتُدير الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال المشروع الاستثماري الصناعي الأكبر على الإطلاق في اليمن للغاز المسال في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة، جنوب البلاد، الذي أنشئ بميزانية تبلغ حوالي 4.5 مليار دولار، وبدأ الإنتاج في عام 2009، وتقدر طاقته الإنتاجية بـ6.7 مليون طن.
الحوثيون يقتحمون منازل وزراء بالحكومة اليمنية
وفي سياق متصل، اقتحم المسلحون الحوثيون منازل عدد من الوزراء بصنعاء، في حين أدان مجلس الأمن الدولي ما سماه استخدام العنف والتهديد به في اليمن.
وقالت وسائل إعلام مرئية إن المسلحين اقتحموا منازل وزراء التربية والتعليم والخدمة المدنية والعدل، بعد يومين من إحكام سيطرتهم على العاصمة.
وكان مسلحو الحوثي اقتحموا في وقت سابق الثلاثاء مؤسسات إعلامية، من بينها مقر قناة "سهيل" الخاصة ومنازل عدد من الصحفيين.
وقد أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين اليوم الأربعاء اقتحام المسلحين الحوثيين منزل المدير السابق للتلفزيون اليمني عبد الغني الشميري.
وقالت النقابة في بيان إن اقتحام منزل الشميري جاء بعد سلسلة من عمليات التفتيش تعرض لها خلال اليومين الماضيين، وطالبت بإخلاء المنزل على وجه السرعة، وحملت الحوثي وجماعته مسؤولية حماية الشميري وأسرته.
وشملت
الاقتحامات أيضا منزل يوسف قاضي -الذي يعمل منتجا للأخبار بمكتب قناة الجزيرة بصنعاء- حيث اقتحم مسلحون حوثيون منزله وفتشوه.
وسقطت العاصمة صنعاء، الأحد الماضي، في قبضة مسلحي "الحوثي"، بسيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولا سيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ذروة أسابيع من احتجاجات حوثية تطالب بإسقاط الحكومة، والتراجع عن رفع الدعم عن الوقود.
وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني، مساء الأحد الماضي، على اتفاق مع جماعة الحوثي، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ومندوبي الحوثيين، وبعض القوى السياسية اليمنية.
ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر، وتعيين مستشار لرئيس الجمهورية من الحوثيين وآخر من الحراك الجنوبي السلمي، إلى جانب خفض سعر المشتقات النفطية.
تكرار تجربة "حزب الله"
يذكر أن تحركات جماعة أنصار الله (الحوثي) وتوسعاتها العسكرية في اليمن شكلت قلقا لدى الكثير من اليمنيين، من سعي الجماعة لإقامة ما يمكن تسميته بالضاحية الشمالية في صنعاء على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت، خصوصا بعدما سيطروا على العاصمة صنعاء وسط انهيار كبير لمؤسسات الدولة العسكرية والسياسية.
وتسيطر الجماعة المتهمة بولائها لإيران على المشهد السياسي والعسكري في العاصمة اليمنية، إلى جانب سيطرتها على محافظتي صعدة وعمران في الشمال، وتسعى لبسط سيطرتها على محافظة الجوف النفطية المجاورة، بالتزامن مع اعتراضها على طريقة تقسيم البلاد إلى أقاليم وحرمان إقليم آزال الذي يضم صعدة وعمران وصنعاء وذمار من أي منفذ بحري.
وفيما يبدي محللون وخبراء مختصون في الشأن الأمني قلقا من استغلال الجماعة لتنامي قوتها العسكرية لاستنساخ تجربة حزب الله اللبناني، خاصة بعد عمليات نهب واسعة قامت بها لمخازن أسلحة الجيش في العاصمة صنعاء، يشكك آخرون في إمكانية تحقيق ذلك على الأرض وفي قدرة الحوثيين على الاستمرار في السيطرة.