سياسة عربية

قرى شمال الرمادي تفتقر الماء والكهرباء والغذاء

تعاني قرى الرمادي أوضاعا إنسانية سيئة - أ ف ب
تعاني قرى الرمادي أوضاعا إنسانية سيئة - أ ف ب
يعاني أهالي قرية البوذياب والبوفراج شمال مدينة الرمادي العراقية من انقطاع الماء والكهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية منذ 5 أشهر بسبب استمرار العمليات العسكرية التي تشهدها تلك المناطق بين مقاتلي الدولة الإسلامية "داعش" من جهة والقوات الأمنية العراقية من جهة أخرى. 

وقال أحد سكان قرية البوفراج عامر الدليمي 44 عاما لـ"عربي 21"، إن "العمليات العسكرية تسببت بتضرر شبكات الطاقة الكهربائية ومحطات المياه، وما زاد من تفاقم المشكلة هو عدم قدرة فرق الصيانة الخاصة على التنقل بسبب الاشتباكات المسلحة العنيفة التي تشهدها هذه المناطق، وبسبب الإهمال من قبل الحكومة المحلية في مجلس محافظة الأنبار".

وفرضت الاشتباكات المسلحة في تلك القرى واقعا صعبا، أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والمشتقات النفطية، بالإضافة إلى تضرر أغلب شبكات الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وانقطاعه بشكل كامل. 

ويضيف أحمد أن مشكلة انقطاع الكهرباء والمياه هي من أكبر المشاكل التي نواجهها في مناطقنا فنحن لا نستطيع الخروج النزوح إلى مناطق أخرى في هذه الظروف، بعد أن نزح مئات الآلاف من الأهالي إلى خارج المحافظة أو إلى المناطق الغربية المجاورة القريبة منا.

ويضيف بنبرة حزينة: "أكثر من سنة مضت والعمليات العسكرية مستمرة في عدد من القرى والمدن المختلفة في الأنبار دون أي بادرة حل تلوح في الأفق تنجينا من هذه المعاناة، وقد أصبح الوضع لا يطاق في الرمادي فلم نعد نشعر باننا بشر نعيش مثل باقي الناس".

أما عمر الذيابي 32 عاما وهو أحد سكان قرية البوذياب، فيقول: "إن الحالة الإنسانية في قرى الرمادي  أضحت مأساوية وفي غاية الصعوبة بسبب استمرار العمليات العسكرية والقصف العشوائي، وعدم سماح الجيش للعوائل النازحة بالعودة، وغياب خدمات رئيسية مثل الماء والكهرباء والمشتقات النفطية مثل الغاز السائل الذي اصبح شحيحا وارتفعت أسعاره".

ويضيف أنه على الحكومتين المحلية والمركزية إيجاد حل جذري للازمة برمتها وخاصة مسألة إيقاف العمليات العسكرية التي جعلت من الحياة في الرمادي جحيما.

ولم تقتصر المعاناة على أهالي قرى البوفراج والبوذياب فحسب بل شملت أهالي مناطق الخمسة كيلو والسبعة كيلو وحي التاميم إذ تشهدان عمليات عسكرية مستمرة على أجزاء منها غرب الرمادي.

ويبقى أهالي مدينة الأنبار في حيرة من أمرهم فهم بين النزوح والعيش بعيدا عن مدنهم المدمرة، وبين ترقب حل لمعاناتهم ومن هم مازالوا في مناطقهم المشتعلة برغم من القصف والمعارك المسلحة المستمرة دون ماء أو كهرباء، حيث أن كثيرين منهم لا يستطيعون مغادرة مناطقهم لفقرهم أو لعدم وجود مكان يلجؤون إليه بعد أن اكتظت أغلب المحافظات العراقية بالنازحين.
التعليقات (0)