انطلقت في مدينة إربد الأردنية مسقط رأس الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل الملقب بـ "
عرار"، مساء الاثنين، فعاليات مهرجان "عرار"
الشعري الرابع، بمشاركة واسعة من سياسيين وشعراء وكتاب أردنيين وعرب.
وافتتح وزير الثقافة الأسبق سميح المعايطة مساء الاثنين أعمال الدورة الرابعة، التي جاءت بتنظيم من منتدى عرار الثقافي في إربد، بتأكيده أهمية تعزيز عناصر الانتماء والوعي في الدولة، والالتفات إلى الإبداع بإشكاله كبديل حتمي من إمكانية التوجه لنزعات التطرف.
وقال المعايطة إن "الاحتفال بشاعر بحجم عرار يأتي من باب العمل على تحصين الدولة باتجاه ترسيخ هويتها الجامعة وهو الأمر الذي تجلى في كثير من مواقف عرار، كي لا تتبعثر الناس بين إثنيات وطوائف مثلما هو الحال عليه في عدد من دول المنطقة العربية".
وأضاف أن "عرار ووالده رئيس الوزراء الشهيد وصفي التل من رموز الأردن، وكان واجباً تعزيز منجزاتهما كرموز قدموا كل ما لديهم للأردن، فالدول تفاخر بمنجزها على صعيد المكان والشخوص وهو ما كان واجباً في تخليد ذكرى عرار بالدورة الرابعة لمهرجان الشعر الذي يحمل اسمه".
بدوره قال رئيس المنتدى محمد خريف لـ الأناضول إن "المهرجان يتناول الانعكاس السياسي في شخصية وشعر عرار، حيث ارتأت إدارة المهرجان استضافة محاضرين سياسيين أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت والذي يقدم محاضرة بعنوان "موقف الأردن من الأزمات الإقليمية"، وأخرى للباحث الفلسطيني تحسين يقين بعنوان "اليوم والأمس في قصيدة إن الزمان ولا أقول زماني لعرار.. رحلة التنوير وحرية الوطن والمرأة".
وأوضح خريف أن "فعاليات المهرجان ستقام في أكثر من مدينة أردنية، انعكاساً لشخصية عرار التي كانت تهوى التنقل بين المدن الأردن، لذا فإن قراءات شعرية ومحاضرات ستشهدها مدينة مأدبا وأخرى في بيت عرار بمدينة إربد".
ويشارك في المهرجان الشاعر العراقي عبد الواحد عبد الرزاق واللبناني نبيل الملاح والفلسطيني يوسف المحمود والموسيقار نبيل الشرقاوي، وعدد كبير من الشعراء الأردنيين.
ويعتبر عرار أهم وأشهر شعراء الأردن وأبرزهم وأكثرهم قرباً من المجتمعات البسيطة في المملكة، ويلقب بشاعر الأردن، كما برزت له مواقف سياسية رافضة للاستعمار الأجنبي للبلدان العربية بخاصة أثناء فترة الاستعمار الإنجليزي والفرنسي فكتب في إحدى قصائده محرضاً على رفض وعد بلفور الذي قسم بلاد الشام وقضى بمنح اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين المحتلة.
وعرار المولود عام 1899، هو والد رئيس الوزراء الأردني الراحل وصفي التل الذي استشهد في القاهرة عام 1971، وتلقى عرار تعليمه الابتدائي في إربد ، ثم سافر إلى دمشق عام 1912، ونفي إلى حلب وأكمل دراسته هناك، حيث حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السلطانية، وحصل على إجازة المحاماة عام 1930، ثم عين حاكما إداريا لثلاث نواحي في الأردن، وتقلد مهام مدعي عام مدنية السلط ثم عين رئيس تشريفات في الديوان العالي، ثم متصرفا لمدينة البلقاء.
وحفلت حياته بالعديد من الاضطرابات أثناء فترة الملك عبد الله الأول فكانت علاقته معه متباينة فكان حيناً مقرباً من القصر، وحيناً كان يقتاد إلى السجن بسبب أشعاره السياسية، وكان متقناً للغات عدة أهمها التركية والفارسية والفرنسية.
وترك عرار العديد من الأعمال الشعرية والنثرية، أهمها: ديوان عشيات وادي اليابس، بالرفاه والبنين، الأئمة في قريش، أوراق عرار السياسية، ترجمة رباعيات عمر الخيام، وتوفي عرار في عام 1949.