قال مركز دراسات الدبلوماسية
الإيرانية: "إن
السعودية عملت على منع مشاركة إيران في اجتماع
باريس"، مشيرا إلى أن هدف ائتلاف باريس الذي تشكل ضد "
داعش" ليس الحرب ضد الجماعات الإرهابية في سورية والعراق؛ بل عزل إيران من محيطها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط واستهداف نظام بشار الأسد في سورية .
وأضاف
المركز الإيراني الذي يعتبر من أهم مراكز الدراسات الإيرانية في طهران، أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما تريد أن تجدد حضورها العسكري في المنطقة من أجل أهدافها السياسية والاقتصادية والعسكرية، تبدأ بالبحث عن حجج لا أساس لها بالواقع.
وأشار إلى أن التجارب مع الأمريكان أثبتت ذلك وشعار الحرب على "داعش" يعتبر شعار كاذب لا صحة له في هذه الحرب الجديدة، لأنه تم تدريب قيادات "داعش" في معسكرات كانت تحت إشراف الجيش الأمريكي في تركيا والأردن وأمريكا، على حد قوله، لافتا إلى أن أمريكا هي من سمح لـ "داعش" بالتوسع والتحرك في سورية والعراق .
وتساءل مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية حول عدة أسئلة عن الحرب الجديدة ضد "داعش" بقوله: إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يرفعون شعار محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط منذ سنين، منوها إلى أن نشاط "داعش" بدأ أكثر من عامين في العراق سورية، قائلا "إذن أين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العرب من "داعش"، التي سمح لها بالنشاط والتكوين والعمل بشكل واسع، لماذا لم تتحرك أمريكا ضد هذا التنظيم الإرهابي منذ بداية تأسيسه وظهوره في سورية".
وأوضح المركز الإيراني عن أسباب هذا التحالف الجديد ضد داعش قائلاً: علينا أن نبحث عن الأسباب الرئيسة والأساسية ألتي دعت الولايات المتحدة وحلفائها من العرب بالتحرك في هذا الوقت الحساس ضد "داعش".
وواصل المركز تساؤله قائلا: "ما الذي حصل حتى تدين الولايات المتحدة الأمريكية الآن القتل والجرائم التي تنفذ من قبل "داعش" بحق السوريين والعراقيين؟ منوها إلى أنه طوال فترة انتشار "داعش" في سورية لم نسمع أي إدانة من قبل أمريكا وحلفائها ضد تلك الجرائم التي نفذت بحق الشعب السوري".
كما قال مركز الدبلوماسية الإيرانية: "إن الحرب على الإرهاب و"داعش" لا يمكن أن تنجح من خلال الضربات الجوية، وإذا كان هدف هذه الدول المجتمعة في باريس هو القضاء على الإرهاب فيجب عليهم قطع الدعم والإمداد عن جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وأحرار الشام في سورية، لأن كل هذه التنظيمات تعتبر تنظيمات إرهابية ولا فرق بين هذه التنظيمات وتنظيم "داعش" في سورية والعراق، بحسب تعبيره .
وفيما يخص الدول التي تشارك في ائتلاف الحرب ضد "داعش"، قال المركز الإيراني: "نعتقد في إيران أن الدول التي تريد أن تشارك في هذه الحرب باسم "داعش" والقضاء على الإرهاب هي أول من مولت وسلحت التنظيمات الإرهابية في سورية كقطر والسعودية وتركيا، وإن هذه الدول فشلت في مشروعها لإسقاط بشار الأسد من خلال الحرب على الإرهاب الذي سوف يتوسع من العراق إلى الأراضي السورية، مشيرا إلى أن هذه الدول تريد أن تستهدف النظام السوري لتعويض تلك الهزائم وتغطية فشلهم السابق في سورية" .
وأشار المركز الإيراني للأسباب التي أدت إلى عدم حضور إيران في ائتلاف الحرب ضد "داعش" في باريس، معتبرا أن حضورها في هذا الائتلاف سيدين الدعم العربي لهذه المجاميع الإرهابية في سورية لأن القراءة والتشخيص الإيراني في سورية يختلف تماماً عن العرب .
وأوضح أن السعودية كانت سبباً أسياسياً في عدم دعوة إيران لمؤتمر باريس، وذلك حتى لا تمارس إيران دورها ونفوذها الإقليمي في المنطقة وخصوصا في العراق وسورية، وكذلك لتبقى إيران بعيدة ومنعزلة عن كل هذه التحركات الإقليمية والدولية.
واعتبر المركز الإيراني أنه إذا حضرت إيران هذا المؤتمر سوف يكون حضورها محورياً ومؤثراً لطبيعة نفوذها في سورية والعراق، لذلك تخوفت السعودية من أن تكون إيران في صدارة التحالف، وهذا ما لا تريده السعودية حتى لا تكون منعزلة.