ذكر معلق عسكري صهيوني بارز، أن خشية رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من التورط السياسي والدبلوماسي والأمني هي التي تمنعه من إصدار تعليماته لجهاز الموساد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "
حماس"،
خالد مشعل.
وقال أمير بوحبوط، معلق الشؤون العسكرية في موقع "وللا" الإخباري إن نتنياهو يبدي حساسية تجاه أمر باغتيال مشعل، بسبب الضرر الذي تسببت به محاولة
الاغتيال الفاشلة التي أمر بتنفيذها ضده عام 1997 في عمان، والتي أضرت بالعلاقات الاستراتيجية مع الأردن، علاوة على أنها أدت إلى تدهور مكانته الداخلية.
وفي مقال نشره الموقع أمس، نوه بوحبوط إلى أن نتنياهو لازال متأثرا بفشل محاولة الاغتيال التي مست بصورته السياسية والأمنية، سيما عندما اضطر للإفراج عن الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة حماس، مقابل الإفراج عن أحد منفذي محاولة الاغتيال الذي تم إلقاء القبض عليه في أحد شوارع عمان، من قبل حارس مشعل الشخصي.
وأشار بوحبوط إلى أن نتنياهو يخشى أن يحل في مكان مشعل شخصية أكثر تطرفاً منه، مع العلم أن جميع محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب تؤكد أن مشعل يمثل الخط المتشدد في الحركة، مقارنة بغيره من القيادات.
ونقل بوحبوط عن مسؤولين أمنيين صهاينة، قولهم إنهم يعرفون كل شيء يتعلق بنمط حياة مشعل في العاصمة القطرية الدوحة، والطرق التي يسلكها بين مكان أقامته والأماكن التي يعقد فيه اجتماعات مع مسؤولين أجانب ومستويات قيادية في حركته.
وحسب المسؤولين الأمنيين، فإن
إسرائيل ركزت على جمع المعلومات عن مشعل في أعقاب حادثة خطف المستوطنين الثلاثة، في مسعى للتعرف على دور القيادة السياسية في عملية الخطف.
وأوضح بوحبوط أن نتنياهو يخشى أن يفضي اغتيال مشعل في الدوحة إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، بسبب وجود مشعل في قطر التي تربطها علاقات خاصة بواشنطن.
وقد تعالت الأصوات مؤخراً داخل إسرائيل مطالبة بتصفية مشعل، حيث عبر عن ذلك بشكل صريح وجلي كل من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزير المالية يئير لبيد.
ولا يتضح مما جاء في تقرير بوحبوط أن نتنياهو قرر عدم اغتيال مشعل، حيث أنه يشير فقط إلى المشاكل التي تعيق اغتياله حتى الآن.
وحسب بوحبوط، فإن اغتيال مشعل "يمكن أن يتم أثناء مغادرته غرفته في أحد الفنادق متجها لمكتبه، وفي هذه الحالة يمكن لعميل الموساد التحقق من السيارة باستخدام شعاع ليزر من شأنه أن يؤدي لإطلاق صاروخ موجه من طائرة إسرائيلية تحلق على علو مرتفع". وهو ما وصفه بالاستهداف أو القتل الكلاسيكي.
وأضاف: "يمكن للموساد أيضا إرسال فريق خاص تحت ستار السياحة، كما جرى في عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي في يناير 2012، أو من خلال تجنيد خلية محلية تديرها إسرائيل، وتنفذ عملية مشابهة لتلك التي جرت ضد علماء إيرانيين في السنوات الأخيرة".