أوقفت قوى الامن الداخلي
اللبنانية شابا "مازح" ثلاثة
أطفال من اللاجئين السوريين، عبر تهديدهم بالذبح ثم قام بنشر شريط مصور عن الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداولت مواقع التواصل ووسائل إعلام لبنانية مساء الجمعة الشريط الذي يظهر ثلاثة أطفال مذعورين لا يكفون عن البكاء، في حين يسألهم شخص يتحدث بلهجة لبنانية ويحمل سكينا دون ان يظهر وجهه: "مين حندبح أول شي (من سنذبح أولا)؟" ليشير كل من الأطفال الثلاثة إلى الطفل الذي بجانبه. وطوال الشريط الذي يستمر أكثر من دقيقة ونصف دقيقة، لا يتوقف المصور عن الصراخ على الأطفال المذعورين الذين لم يكفوا عن البكاء.
ويقوم الشخص بتهديد الأطفال تارة بقطع رؤوسهم، وطورا بقطع أيديهم. وفي نهاية الشريط، يوجه السكين الى أصغرهم ويسأله: "أنت داعش؟"، في إشارة الى تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق، والذي غالبا ما نشر أشرطة مصورة تظهر قيام عناصره بقطع رؤوس أسرى لديهم.
وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم كشف هويته، ان فرع المعلومات في قوى الامن اوقف ليل الجمعة "الشخص الذي صور الشريط"، مشيرا الى ان التسجيل كان عبارة عن "مزحة قاتلة"، ولم يكن تهديدا جديا.
وأوقف الشاب واسمه محمد فحص (30 عاما)، في بلدة عبا في محافظة النبطية في جنوب لبنان، بعد وقت قصير من انتشار الفيديو. وأشار المصدر الى ان والدة الأطفال الثلاثة تركتهم في عهدة الشاب بينما ذهبت لابتياع حاجيات من السوق.
وفي حين اكد المصدر ان الشريط "حادث معزول"، اعتبر انه يظهر الآثار المتزايدة للنزاع المستمر في سوريا المجاورة منذ اكثر من ثلاثة أعوام.
وكانت السلطات اللبنانية قد أوقفت في تموز/يوليو قريبي طفل لبناني ظهر في شريط مصور وهو يقوم بضرب طفل سوري بتحريض من الأشخاص البالغين.
وتثير مثل هذه الحوادث حساسيات طائفية، ففي الحالتين كان المعتدون من
الشيعة، بينما الأطفال المعتدى عليهم هم من السوريين
السنة.
ويستضيف لبنان اكثر من 1,1 مليون لاجئ. وشهد سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات على خلفية النزاع السوري ومشاركة حزب الله بالمعارك في سورية إلى جانب النظام، أدت الى سقوط قتلى وجرحى.
وكان آخر هذه الاحداث معارك استمرت خمسة ايام في آب/ أغسطس، بين الجيش اللبناني ومسلحين في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سورية، ما أدى الى مقتل 20 عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين.
ولا زال المسلحون الذين انسحبوا الى خارج البلدة، يحتجزون نحو 30 جنديا وعنصرا من قوى الامن. وقام المسلحون بقطع رأس أحد العسكريين، ونشروا صورا قالوا إنها تظهر قيامهم بالأمر نفسه مع عسكري ثان.
ودعا المصدر الأمني الى "التحلي بالوعي" على رغم ما يظهره الشريط من "تأثير للأزمة السورية" على لبنان. أضاف "الناس يتأثرون بصور قطع الرؤوس، والبعض يحاول تقليد هذا الامر. مساكين هؤلاء الاطفال، كانوا مرعوبين".