علقت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلة الأربعاء، الذي شرح فيه للأمريكيين حملته ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام –
داعش، التي قال إنه سيوسعها لتشمل سوريا كذلك، قائلة إن الرئيس محق في حديثه عن المسؤولية الدولية لوقف داعش.
وأوضحت الصحيفة أنه، حتى وإن لم يكن التنظيم يمثل تهديدا مباشرا على التراب الأمريكي، إلا أنه يمثل خطرا على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أنه خطر كذلك على سكان العراق وسوريا. وتضيف أنه لهذا السبب صمم الرئيس على القيام بحملة لإضعاف التنظيم وتدميره في النهاية، عبر "استراتيجية مكافحة للإرهاب شاملة ودائمة"، وتكون القوة الجوية الأمريكية جزءا من الخطة، لكن بدون مشاركة قوات أمريكية، فالقوات العسكرية ستكون من مسؤولية "
الشركاء".
وتقول الصحيفة إنه "عندما أمر الرئيس الأمريكي بشن غارات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، كان المبرر الرئيسي هو حماية الأمريكيين وتسهيل عمليات إجلاء أبناء الأقليات الدينية الذين أجبرتهم الدولة على الفرار من قراهم، مع أن الغارات الجوية كان لها هدف إضافي وهو دعم القوات الكردية على الأرض ومنع قوات داعش من التقدم أكثر في عمق الأراضي الكردية. وحتى الآن شنت الطائرات الأمريكية 145 غارة جوية".
وترى الصحيفة أن من السذاجة بمكان التفكير بأن غرض الغارات كان فقط حماية الأمريكيين أو الرد على الحاجيات الإنسانية، بل إنه كان من أجل منع العنف الذي ينتشر في البلد.
وربط الرئيس أوباما الحملة الجوية بإرسال قوات أمريكية (فيها مستشارون عسكريون للجهود التي تمت في بغداد لإنشاء حكومة موسعة واحدة) تتواصل مع السنة الساخطين وتستجيب لمطالبهم، بعد معاناتهم الطويلة من الحكومة الشيعية التي ترأسها نوري المالكي.
وحذرت الصحيفة أوباما من عدم التورط، وأن يكون واعيا وهو يتقدم للأمام لتطبيق خطته الزاحفة، وأن يجتهد في الضغط على بقية الدول للمساعدة في جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وترى كذلك، أن دور
الولايات المتحدة العسكري في سوريا سيكون أعقد من العراق، عسكريا ودبلوماسيا. وهذا يصدق على الغارات الجوية المقترحة ضد مواقع الدولة الإسلامية في هذا البلد.
وتعتقد أن تحشيد الدعم للجماعات المعارضة لكل من الأسد والدولة الإسلامية سيكون استراتيجية بدون مصاعب، مع أنها أقل فاعلية بسبب الفوضى التي تتسم بها الحرب الأهلية والتي عادة ما ينتهي فيها "المعتدلون" في حضن المتشددين.
وفي النهاية تدعو الصحيفة أوباما إلى عدم نسيان الدروس التي تراكمت من
حربي العراق وأفغانستان اللتين كلفتا الأمريكيين خسائر في الأرواح والأموال.
وعن مصادقة الكونغرس على العمل العسكري تقول الصحيفة "في الديمقراطية يقتضي قرار عمل عسكري موافقة من ممثلي الشعب، وناقش البعض أن اتخاذ عمل عسكري ضد الدولة الإسلامية قانوني بناء على التشريع الصادر في الكونغرس بشأن استخدام القوة العسكرية ضد صدام حسين والذين تآمروا على تنفيذ هجمات أيلول/ سبتمبر.. وهذا ليس كافيا فعلى الكونغرس التصويت ضد أي عمل عسكري يتخذه أوباما ضد هذا العدو الجديد".