من المقرر أن يعقد اليوم في واشنطن مؤتمر تحت شعار "حماية المسيحيين في الشرق من
اضطهاد داعش"، والمشكل من مجموعة من القيادات المسيحية في المنطقة العربية برعاية منظمة (IDC) المسيحية.
وتحشد مجموعة متطورة من الكنائس المشرقية في الولايات المتحدة الأميركية من أجل المشاركة بأكبر عدد ممكن، ويضم مجلس إدارة (IDC) مواطنين بارزين ومسؤولين حكوميين سابقين، وخبراء دوليين في مجال الحريات الدينية. ولزيادة الجذب للجمهور سوف تضم فعاليات المؤتمر يوما في الكونغرس ويوما في أحد فنادق العاصمة واشنطن.
وقال الكاتب جون حجار بمقاله في موقع "شفاف الشرق الأوسط" إن القضية التي يبحث بها المؤتمر حول تهجير مسيحيين في الشرق الأوسط قضية عادلة، لكنها تجاهلت ممارسات النظامين
الإيراني والسوري ضد المسيحيين في الفترات الماضية وركزت على داعش فقط.
وأشار إلى أنه "مما لا شك فيه أن المؤتمر سوف يدين جهاديي داعش، ولكنه سيغفل اضطهاد النظام الإيراني للمسيحيين الإيرانيين، وخاصة الإيرانيين المسيحيين الفرس".
وقال إن العديد من الأميركيين مطلعون على قضية "القس سعيد العبادي المعتقل في السجون الإيرانية، وكل جريمته تحوله إلى المسيحية. هناك ايضاً العديد من القساوسة والناشطين قد اغتيلوا وعذبوا وسجنوا لسنوات عديدة، كان على مؤتمر واشنطن من أجل حماية المسيحيين أن يدعو بعض الإيرانيين المسيحيين وضحايا آخرين ليشهدوا على عنف نظام آيات الله ضد مجتمعهم".
ولفت إلى أن المؤتمر "أغفل الوحشية الواسعة النطاق التي مارسها النظام الأسدي ضد المسيحيين اللبنانيين خلال حرب 1975- 1990، ولم يأت على ذكر تعذيب وسجن واغتيال المئات من المواطنين اللبنانيين المسيحيين، والسياسيين والصحافيين خلال فترة الاحتلال السوري الممتدة من 1990 وحتى 2005".
وأشار إلى أنه تم اغتيال رئيسي جمهورية مسيحيين في لبنان، كما العديد من الوزراء والنواب والطلاب المسيحيين "على يد النظام الأسدي، لكن المؤتمر تناسى هذه المأساة ولا يعتقد بان أحدا من الخطباء سوف يطرحها. إضافة الى ذلك لم يدع المسيحيين المناهضين لبشار الاسد، ولكن من يدّعون بأنه ساهم في حمايتهم موجودون بكثرة".
وأوضح الكاتب أن
حزب الله الذي وصفه بـ"المنظمة العنفية الموالية لإيران والموضوعة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية لن يدان في المؤتمر، وهو الذي خطف واغتال وهدد وما يزال وجود المسيحيين اللبنانيين كما أبناء المذاهب الأخرى ولم يلحظ وجود ضحايا عنفه وإرهابه ضمن قائمة المتكلمين في المؤتمر".
وختم الكاتب بالقول إن إيران وسورية تريد كل منهما أن تكتسب "شرعية الشريك في الحرب ضد داعش بادعائهما حماية المسيحيين، أول ضحايا الجهادين". مشيرا إلى أن مؤتمر IDC و"عن دون قصد سيلعب دور حصان طروادة أو جسر لطهران ودمشق يسمح لهما الدخول إلى المجتمع المسيحي الأميركي من أجل الحصول على دعمه لشراكة مع الأسد وتطبيع العلاقات مع نظام الملالي".