أبدت النخب ووسائل الإعلام الصهيونية اهتماما بنتائج
استطلاع الرأي العام الذي أجري هذا الأسبوع وأظهر تعاظم شعبية حركة "
حماس" بشكل كبير، وتراجع شعبية حركة "فتح" ورئيس السلطة محمود عباس.
وأظهر الاستطلاع الذي نظمه "المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والمسحية"، ومقره في رام الله، أنه في حال إجراء انتخابات برلمانية فإن حركة "حماس" ستحوز على تأييد 46% من الفلسطينيين، في حين ستحصل "فتح" على 31% فقط.
وحسب الاستطلاع فإنه في حال إجراء انتخابات رئاسية فإن 48% من الفلسطينيين سيختارون إسماعيل
هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في حين سيحصل عباس على 19% فقط.
واعتبرت نخب صهيونية أن نتائج استطلاع الرأي تدلل على أن الحرب على
غزة تمثل قصة فشل وقد أسفرت عن نتائج عكسية.
واعتبرت زهافا غالؤون، رئيسة حركة "ميريتس" الصهيونية أن الحرب على غزة منحت حركة "حماس" الفرصة لكي تثبت للجمهور الفلسطيني أنها "الأقدر على مواجهة
إسرائيل وأن نتنياهو لا يفهم إلا لغة القوة".
وخلال مؤتمر نظم في جامعة "تل أبيب" أمس، أشارت غالؤون إلى أن الحرب على غزة لم تسهم إلا في "أسلمة الفضاء الفلسطيني بشكل غير مسبوق"، مشيرة إلى أن نتنياهو يثبت للعرب بأنه بإمكانهم الاعتماد فقط على المتطرفين.
وفي ذات السياق، قال زعيم حزب العمل ورئيس المعارضة الصهيونية، إسحاق هيرتزوغ، إن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو بعد حرب غزة مثلت إهانة واضحة لمحور الاعتدال العربي.
وخلال مشاركته في مؤتمر جامعة "تل أبيب"، أوضح هيرتزوغ أن نتنياهو يهدر فرصة بناء تحالف قوي بين "إسرائيل" ودول محور الاعتدال العربي بسبب اعتبارات حزبية ضيقة ومن أجل ضمان مستقبله السياسي، محذرا من أن "استماتة" نتنياهو في استرضاء هوامش اليمين المتطرف سينعكس سلباً على الفضاء الإستراتيجي لإسرائيل.
وفي سياق متصل،كشفت صحيفة "ميكور ريشون" أن نتنياهو قد وعد قادة اليمين الصهيوني بأن سيدفع قدماً مشروع قانون "الدولة القومية" والذي يجعل مهمة التوصل لتسوية سياسية للصراع مع الشعب الفلسطيني أمراً مستحيلا.
وذكر موقع الصحيفة، الخميس، أن وعد نتنياهو يأتي ضمن سلسلة من الوعود التي منحها لقادة اليمين المتطرف في محاولة لتحسين صورته كقائد لمعسكر اليمين، سيما بعدما دلت استطلاعات الرأي على تراجع شعبيته بشكل كبير.