ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام-
داعش، يدار من خلال مزيج من حرب العصابات التقليدية والعلاقات القبلية والإكراه والبنية التنظيمية العالية.
وترى الصحيفة أن قدرة التنظيم على التقدم في شمال العراق وسوريا وسيطرته على مناطق واسعة، تنبع من قدرته التنظيمية، حيث يسيطر عليه كادر قيادي ضيق تعلم من أخطاء تنظيمات القاعدة قبله. ويجمع التنظيم بين العمليات
الإرهابية، مثل تفجير السيارات، وأساليب الحرب التقليدية. وقام بتعزيز علاقاته مع القبائل، وأضاف إلى هذا مهارات الجنرالات السابقين في الجيش العراقي الذي حله
الاحتلال الأمريكي عام 2003. وترافقت هذه التكتيكات القتالية مع قدرات عالية على التجنيد: "انضم إلينا أو مت"، هذا طلب التنظيم من بعض الشبان الذين ألقي القبض عليهم في المناطق التي سيطر عليها. كل هذا يترافق مع سياسة ابتزاز للتجار المحليين وأصحاب المحلات، والجاذبية الدينية بعد إعلانه "
الخلافة" الإسلامية.
ووفقا للصحيفة، فإن "تنظيم الدولة" يصور المعركة من أجل التوسع على أنها معركة وجودية نيابة عن العالم الإسلامي.
وتقرّر أنّ كل هذا أنتج حركة هي نوع جديد من الحركات الإرهابية. وينقل التقرير عن بروس هوفمان، الخبير في شؤون الإرهاب بجامعة جورج تاون: "لقد طوروا ما فعلته القاعدة، ولكنهم فعلوه على قاعدة أوسع".
ويضيف التقرير أن كادر القيادة في داعش، مثل أبي بكر
البغدادي، قضى وقتا في السجون الأمريكية في العراق. وينقل عن حسن أبو هنية، المتخصص في شؤون القاعدة، أنهم "خرجوا من السجون أكثر راديكالية".
ويتمتع تنظيم الدولة الإسلامية ببنية قيادية ضيقة، ويتحكم به مجموعة لا تتعدى العشرة أو أكثر، بحسب مسؤولين غربيين وعرب وقادة في المعارضة السورية. ويقولون إن داعش يعمل أحيانا كجيش نظامي، حيث يتوقف لتعزيز ما سيطر عليه من مناطق وتعزيز بنيته اللوجستية.
وبحسب عضو مجلس النواب الجمهوري الأمريكي مايك روجرز الذي يترأس لجنة الأمن في الكونغرس، فقد "تبنوا طريقة في الحكم لا يمكن لآخرين القيام بها". ولاحظ أن الدولة الإسلامية عينت في الفترة الماضية وزيرا للنفط.
وبالمقارنة مع داعش، فإنه لم يكن هدف تنظيم القاعدة السيطرة على أراض، بخلاف البغدادي زعيم التنظيم الذي طالب المتحدث باسمه المسلمين بتقديم البيعة له.
ويشير التقرير إلى صعود البغدادي إلى سلم القيادة عام 2010، حيث كان لا يزال جزءا من القاعدة في العراق.. هو الفرع الذي أنشئ بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وقاده أبو مصعب الزرقاوي، حيث بلغ عدد المقاتلين فيه 10 آلاف في الوقت الذي اغتالت فيه الولايات المتحدة الزرقاوي عام 2006. في هذه الفترة، كان البغدادي سجينا في واحد من المعسكرات الأمريكية، هو "معسكر بوكا" الذي احتجزت فيه القوات الأمريكية 20 ألف سجين عراقي.
وفي عام 2007 انضم البغدادي إلى التنظيم حيث كان يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. في تلك السنة بدأ التنظيم بالتراجع قوة وعددا. وبرحيل الأمريكيين لم يبق منه سوى 5- 10% من قوته عن سنوات قوته وعزه.
وعندما تولى القيادة، ورث البغدادي تنظيما ذا شكل هرمي حسب تشارلس ليستر، الباحث في معهد بروكينغز الدوحة. ويقوم المحللون الآن بجمع المعلومات حول تركيبة التنظيم. أما الصورة التي تشكلت حتى الآن فتشير إلى أن الرجل الثاني في التنظيم، هو ضابط سابق في الجيش العراقي والمعروف باسمه التنظيمي أبي علي الأنباري، ويقوم بإدارة عمليات التنظيم في سوريا، أي إدارة العمليات ضد جماعات المعارضة السورية الأخرى.
وصعد الأنباري في السلم القيادي من خلال تنظيم القاعدة في العراق، بعد أن رفضه تنظيم "أنصار الإسلام" بسبب اتهامات بالفساد وقضايا مالية، بحسب متشددين سوريين وعراقيين. كما أن معرفته في الشريعة ليست عميقة كغيره من القادة الكبار.
القيادي الثاني المهم هو فضل أحمد الحيالي، وكنيته أبو مسلم التركماني، وكان جنرالا سابقا في الجيش العراقي، وبعد حل الجيش العراقي من قبل الأمريكيين انضم إلى المقاومة. ويرى بعض المحللين أن التركماني هو مساو في المركز للأنباري.
وبحسب ليستر، فإن البغدادي يعتمد في اتخاذ قرارته على وزارة للحرب ومجلس للشورى. هذا بالإضافة إلى حكومة مكونة من وزراء ومحافظين على الأقاليم. وفي ضوء كل هذا يعتبر البغدادي القائد العام، ويعتمد في إيصال أوامره ورسائله على مراسلين يحملونها ويوصلونها إلى القادة العسكريين.
ويؤكد البغدادي في قيادته على أهمية الولاء، حسبما يقول ليستر. ويضيف أن البغدادي قام بحملة اغتيالات عندما تولى القيادة قبل أربعة أعوام، حيث طهر التنظيم من الرموز التي شك في ولائها. ووضع القيادة العسكرية في يد أشخاص يثق البغدادي بهم.
ومن بين الأجانب الذين سمح لهم بالحصول على مراكز عليا في التنظيم عمر الشيشاني، وهو من أصل شيشاني ولد في جورجيا وعمل في وحدة الاستخبارات قبل أن يسافر إلى سوريا.
وأعطت الاستراتيجية بعدا دوليا للتنظيم. وترك داعش مسؤولية إدارة المناطق التي احتلها للمسؤولين المحليين، حتى لا يهمش السكان في هذه المناطق.
ويقول هاشم هاشمي، وهو خبير عراقي، إن داعش حاول استغلال الولاءات القبلية في المناطق الواقعة تحت سيطرته كمّا، واستفاد التنظيم من سخط السكان السنة على حكومة نوري المالكي الطائفية.
وكان عدد القوات التابعة للدولة 10 آلاف، لكن نسبة التجنيد ارتفعت، فمنذ تموز/ يوليو انضم له 6 آلاف مقاتل منهم 5 آلاف من سوريا، ولدى داعش معسكري تدريب في كل من الرقة وحلب.