نزحت آلاف العائلات
العراقية من قضاء
اللطيفية الواقع جنوب بغداد، إلى المناطق المجاورة، مثل الدورة والسيدية، بحثا عن الأمان والاستقرار، نتيجة سطوة الميلشيات التي تقتحم القضاء بين الفينة والأخرى لتعتقل وتقتل على الهوية، وتذكر بمأساة
نزوح ملايين العراقيين عام 2006 نتيجة الاقتتال الطائفي الذي تصاعد بعد تفجير قبة الإمام علي الهادي في سامراء.
وأكد عدد من أهالي القضاء الذي أصبح شبه خال لـ"عربي 21"، أن السبب الرئيسي للنزوح هي العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية بمساندة الميليشيات باستمرار، والأهم هو اتهام اهالي اللطيفية دائما بانهم "إرهابيين داعشين" يسعون إلى تدمير العراق عبر احتضان المسلحين وتصدير السيارات المفخخة والانتحاريين.
وأضافوا أن "القوات العراقية تقول إن القضاء أصبح أرضا خصبة لاحتضان الجماعات المسلحة بعد أن أقاموا معسكرات تدريب لهم، ينطلقون منها لتنفيذ عمليات مسلحة في مدن أخرى، ما دفعنا للنزوح لان هذه الاتهامات هي حلقة من سلسلة طويلة لمشروع معد سلفا لتدمير حزام بغداد والمناطق السنية حصرا".
وكان قضاء اللطيفية شهد مؤخرا اشتباكات عنيفة بين المسلحين يطلق عليهم الأهالي اسم "ثوار العشائر والقوات العراقية" وبين المليشيات، حيث انفجرت مركبتان عسكريتان من طراز "همر" بلغم أرضي ما أدى الى تدميرهما ومقتل من فيهما من الجنود، قبل عدة أيام في وقت ماتزال المواجهات مستعرة بين الطرفين.
ووجه أهالي اللطيفية في وقت سابق، نداء استغاثة إلى الجهات البرلمانية السنية والعالم أجمع ولا سيما المنظمات الإنسانية لرفع ما يتعرضون له من ظلم وعدوان على أيدي المليليشات والقوات العراقية التي تحاصر الأهالي وتمنعهم من الدخول والخروج بالاضافة الى توفير الماء والكهرباء.
كما أكد أطباء أن مستشفى اللطيفية يشهد منذ عدة أشهر نقصاً حادا في الخدمات الطبية من الأدوية والمستلزمات اللازمة لإنقاذ الجرحى، ومعالجتهم بسبب العمليات العسكرية والحصار الذي تفرضه قوات الجيش العراقي على القضاء، الأمر الذي اضطرهم إلى طلب المساعدة من مستشفيات المدن المجاورة القريبة.
ويفرض استمرار العمليات العسكرية التي يشهدها قضاء اللطيفية واقعا مأساويا مع غياب اي مظهر من مظاهر الحياة في القضاء ما ينذر بماهو اسوأ.
وتعيد مأساة مايحصل في قضاء اللطيفية إلى أذهننا نزوح ملايين العراقيين في بداية الاقتتال الطائفي عام 2006 الذي تصاعدت حدته بعد تفجير قبة الامام علي الهادي في سامراء، وهو العام ذاته الذي شهد بداية أكبر موجة نزوح لاعداد ضخمة من العراقيين الى الخارج ومنها الى دولة عربية وأجنبية، إذ قدرت منظمات دولية أعداد النازحين انذاك وقتلى العنف الطائفي بملايين العراقيين.