أعلن
المستشفى الجامعي السويسي بالرباط
وفاة المعتقل "نبيل جناتي"، الموقوف على خلفية مابات يعرف بـ"تفكيك خلية أنصار الشريعة في
المغرب"، بعد أكثر من 40 يوما من الغيبوبة التي نقل إثرها إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى.
وقالت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فرع سلا أنه قد توفي مساء الأربعاء، في مستشفى ابن سيناء بالرباط، بعد صراع مع المرض دام أكثر من شهرين.
وأعلن عبد الرحيم الغزالي الناطق باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في المغرب، أن نبيل جناتي كان مريضا نفسيا، وأن ظروف اعتقاله وسط معتقلي الحق العام، مع ظروفها القاسية، جعلته يعاني أمراضا عضوية، ويسقط في غيبوبات متتالية آخرها في 4 حزيران/ يونيو الماضي".
واعتبر عبد الرحيم الغزالي في تصريح لـ"عربي21" أن وفاة المعتقل الإسلامي نبيل الجناتي ليلة الأربعاء بمستشفى ابن سينا في مدينة الرباط مرده الإهمال الطبي.
وتابع الغزالي إن نبيل جناتي أودع
السجن منذ اعتقاله عام 2013 على خلفية تفكيك خلية "أنصار الشريعة" وهو مصاب بمرض نفسي، فتطورت حالته بسبب ما وصفه بالإهمال الطبي ليفقد الوعي وينقل إلى المستشفى منذ ما يناهز شهرين.
وعن احتمال خوض جناتي إضرابا عن الطعام، قال الغزالي: "لم يكن المرحوم الجناتي مضربا عن الطعام، لأنه ببساطة كان مريضا نفسيا، وأيضا والد الفقيد الذي نفى لنا أن يكون ابنه قد خاض إضرابا عن الطعام، وبالتالي فالمرض الحاد الذي جعله يدخل العناية المركزة منذ أكثر من شهرين".
وكانت محكمة مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، والمكلفة بقضايا الإرهاب، أصدرت حكما بالسجن على نبيل جناتي لمدة خمس سنوات بتهم "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، وعقد اجتماعات عمومية دون ترخيص مسبق".
وقدم المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للمعتقلين الإسلاميين، تعزية مقتضبة على صفحته الرسمية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، شدد فيها على "وفاة" نبيل جناتي مساء يوم الأربعاء في مستشفى ابن سيناء بالرباط بعد صراع ومعاناة مع المرض دام أكثر من شهرين".
ومن جهته قال أحمد راكيز محامي المعتقل بتهمة الانتماء إلى خلية تعرف بـ"أنصار الشريعة" على خلفية ما أضحى يعرف بقضية "لشوافة"، إن إدارة المستشفى ربطت الاتصال بعائلة جناتي عن طريق طبيبة بالمستشفى اتصلت هاتفيا بوالده لإبلاغه بخبر وفاته في المستشفى مساء أمس الأربعاء، دون تقديم توضيحات حول مسبباتها.
وكشف المحامي أن جناتي كان يخوض إضرابا عن الطعام "غير معلن" بسبب تأكيد الحكم الصادر في حقه في المرحلة الاستئنافية، على الرغم من تقديم دفاعه لدفوعات بانعدام مسؤوليته بسبب "اختلاله العقلي" الذي رفضت المحكمة غير مرة إجراء الفحص الطبي اللازم للتأكد من ذلك".
ونشرت "منظمة العدالة للمغرب" في وقت سابق في بيان لها أن حالة المعتقل الإسلامي نبيل جناتي تحوي كثيرا من الغموض بعد إخراجه من سجن سلا 2 إلى المستشفى منذ أشهر قليلة إثر "اختناق حاد" أصيب به نتيجة الإهمال الطبي والمعاناة مع المرض لفترة طويلة.
وجاء في البيان "تدهورت حالته الصحية داخل السجن المحلي سلا 2 شيئا فشيئا في تغافل متعمد لحالته التي تحتاج لإشراف طبي إلى أن حصل ما حصل وها هو الآن يعيش في غيبوبة في صراع بين الحياة والموت".
وتابعت منظمة "العدالة للمغرب" أن المعتقل الإسلامي نبيل جناتي قد تعرض لحالة إختناق داخل محبسه بسجن سلا 2 حيث تدهورت حالته، وحسب المعلومات الأولية فإن هذا الاختناق قد أدى إلى إصابته في عقله بنوع من الشلل.
وناشدت المنظمة أصحاب الضمائر الحية من المنظمات الحقوقية، والجمعيات والهيئات العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، للعمل على مناهضة كل أشكال التعسف، وهضم الحقوق، وتعرية حقيقة الأوضاع داخل السجون المغربية.