يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قيودا على عمليته المحددة في العراق بعد قتل الصحافي الأمريكي جيمس
فولي على يد مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش).
ففي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على ضرورة "تدمير" داعش، فيما قال مسؤول آخر أن التسجيل الذي أظهر عملية ذبح الصحافي فولي لم يغير خيارات الضربة الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال، وسط وغرب العراق.
ويقول سبنسر إكرمان في صحيفة
الغارديان "لا يزال داعش يتحصن في مناطق السنة مما يجعل من الصعوبة طرده منها عبر خيار الغارات الذي تبنته الإدارة. وتأمل الإدارة بحدوث نوع من الصدع بين السنة وداعش إضافة لاستخدام قوات البيشمركة والجيش العراقي لاسترجاع ما سيطر عليه داعش الذي أعاد رسم خريطة الشرق الأوسط".
ويقول إكرمان إن مسؤولي الإدارة وبنوع من الإحباط يرون أن خياراتهم لا تزاد محدودة، بسبب الغضب الواسع بين الأمريكيين على قتل مواطن أمريكي.
وفي الوقت نفسه تحدثت تقارير عن قيام داعش بالسيطرة على عدد من القرى في محافظة حلب، شمال سوريا مما يعطيه عمقا استراتيجيا جديدا.
وقد أثار قتل فولي سخط الإدارة الأمريكية ودفع الرئيس الأمريكي للتحدث عنه بغضب ندر أن يظهر منه؛ واصفا داعش بالسرطان. ورغم هذا الخطاب إلا أن مسؤولين قالا إن أي فعل عسكري قادم في العراق سيمثل مواصلة للعملية العسكرية بدون أن يطرأ عليها تغيير.
وبحسب مسؤول دفاعي، قال: "سنواصل العمليات في إطار عمليات حماية الأمريكيين والمنشآت الأمريكية، والبنى التحتية المهمة والسكان المدنيين".
ونقل التقرير عن ديانا فينشتاين، النائب التي تترأس لجنة الأمن في الكونغرس قولها إن مقتل فولي "لا يترك مجالا للشك أن داعش مكرس لمهاجمة الأمريكيين وحلفائهم".
ودعت فينشتاين "للتنسيق وعمل مستمر من العراق، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي" وهو مصطلح لم تستخدمه في تصريحها يوم الأربعاء "لإرجاع وسحق هذا التهديد الإرهابي الخطير".
وأكد أوباما على مواصلة العمل ضد داعش ولكنه لم يتحدث عن "تدمير الجماعة" وهو ما تحدث عنه جون كيري فيما بعد.
ورد حلفاء أمريكا، بريطانيا وألمانيا وفرنسا بنوع من الإشمئزاز على قتل فولي حيث دعا فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي لمؤتمر دولي لبحث مشكلة داعش وذلك في مقابلة مع صحيفة "لوموند".
وفي تغريدة لمسؤول دفاعي سابق في إدارة اوباما ميشيل فلورني قالت فيها إن الولايات المتحدة "تحتاج الجهد الدولي لمواجهة" داعش وحددت الهدف "بإجباره على التراجع وإضعاف قدراته ومنعه من شن هجمات ضد الغرب".
ويشير الكاتب هنا إلى خيار يجري بحثه، مع أنه ليس مرتبطا مباشرة بمقتل فولي، هو طلب نشر مئات من قوات المارينز في بغداد لتعزيز حماية السفارة الأمريكية والمنشآت التابعة لها.
وهو طلب تقدمت به وزارة الخارجية قبل فترة، وقيل إنه ليس ردا على هجوم جديد ومحتمل لداعش ضد بغداد. ويرى مسؤول أن الطلب ما هو إلا تعبير عن حذر زائد.ولم يتلق وزير الدفاع تشاك هيغل بعد تقييما عن قوة التعزيزات حول السفارة الأمريكية في بغداد. والطلب كما قيل غير مرتبط بدور قتالي لهذه القوات وهو ما يعزي أوباما الذي تعهد بعدم إرسال قوات برية.
ومنذ حزيران/يونيو أرسل مئاتا من "الخبراء" العسكريين وعناصر القوات الخاصة للعراق. وواصلت القيادة المركزية إرسال المقاتلات الأمريكية للمضايقة على مقاتلي داعش قرب سد الموصل. وقامت المقاتلات بـ 14 غارة ضد عربات ومواقع كرد على مطالب داعش ومقتل فولي.
ومنذ 8 آب/أغسطس نفذت الطائرات الأمريكية 84 غارة في العراق. وتركزت معظمها على قوات داعش قرب سد الموصل وإجبارها على التراجع- 54 غارة.
ويرى نقاد أوباما في الكونغرس أن الغارات وحدها لا تكفي ويطالبون بتوسيع التدخل العسكري ليشمل القوات العسكرية. وبحسب النائب الجمهوري عن كنساس مايك بومبيو "طريق العمل العسكري الذي يتبناه الرئيس حاليا محدود ولن يغير من الوضع. ويجب علينا عمل ما هو ضروري لمحو تهديد داعش وحماية الأبرياء وتوفير الأمن للأمريكيين".
والسؤال الآن إن كانت الإدارة تستطيع إنقاذ حياة الصحافي ستيفن سوتلوف الذي الرهينة لدى داعش. وهدد شريط إعدام فولي بأن الدور سيأتي على سوتلوف في حالة لم توقف الولايات المتحدة حملتها العسكرية.