توعد وزير الداخلية
الباكستاني "نصار علي خان"، المحتجين المناهضين للحكومة، والمحتشدين حاليا في العاصمة "إسلام آباد"، بالتحرك السريع ضدهم "إذا ما دخلوا المناطق الحمراء"، بحسب قوله.
هذا في الوقت الذي يواصل فيه كل من "محمد طاهر القادري" زعيم حزب "الحركة الشعبية الباكستانية"، و"عمران خان" زعيم حركة "العدالة الباكستانية"، تزعمهم لاحتجاجات شارك فيها الآلاف من أنصارهما في منطقة "أدباره" بالعاصمة.
وجاء توعد وزير الداخلية الباكستاني، في مؤتمر صحفي عقده، مساء أمس السبت، بعد تلميح "خان" إلى إمكانية الهجوم على مقر الحكومة، في الوقت الذي يدعو فيه رئيسها "نواز
شريف" إلى الاستقالة، وإلا فإنهم سيواصلون احتجاجاتهم بالعاصمة.
وتابع الوزير الباكستاني قائلا: "لن يتم التدخل لفض أي تظاهرة سياسية ديمقراطية، لكن في حال ما إذا اتجه المحتجون إلى دخول المنطقة الحمراء، والتي تشمل المباني الحكومية وسفارات الدول الأجنبية، فإننا سنتدخل".
وأوضح الوزير "خان" أنهم تلقوا معلومات استخباراتية تفيد أن انتحاريي وعناصر "
طالبان" دخلوا إلى مدينيتي "إسلام آباد"، و"روالبندي"، مشيرا إلى أنهم وسعوا من الحزام الأمني الذي فرضوه حول المتظاهرين منعا لتسلل أي من تلك العناصر بينهم.
وأفاد أن هناك عملية عسكرية تشن ضد عناصر "طالبان" في وزيرستان الشمالية، وأن آلاف المواطنين يصارعون من أجل البقاء بعد اضطرارهم للنزوح من أماكنهم، في ظل ظروف إنسانية صعبة، على حد قوله، معربا عن أسفه لنسيان المعارضة مثل هذه الموضوعات الهامة.
وفي السياق ذاته قال زعيم حركة العدالة الباكستانية المعارضة، "عمران خان"، إنه لن يتمكن من منع الشباب الذي يريد التغيير في البلاد، من اقتحام مبنى رئاسة الوزراء، في حال عدم تقديم رئيس الوزراء "نواز شريف"، استقالته خلال 48 ساعة.
وأضاف خان في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من مناصريه، خلال تظاهرة احتجاجا على سياسات شريف، أن الاعتصامات والاحتجاجات التي بدأتها حركته، وأحزاب الحركة الشعبية المعارضة، ستتواصل، قائلا: "اصبروا قليلا سنؤسس باكستان الجديدة، أطالبكم بالبدء بعصيان مدني وعدم دفع الضرائب".
وأشار الزعيم المعارض، أن باكستان لا ينتظرها مستقبل مشرق، في ظل حكم نواز شريف، لافتا أن الحكومة الحالية تقترض وتملأ جيوبها بالنقود، ثم ترفع التضخم المالي من أجل تسديد ديونها.
وأفاد خان، أن الناس ستأكل بعضها من الجوع في حال استمرار الحكومة الحالية، قائلا إن شريف اشترى وسائل الإعلام والقضاة، وبعض الجنرالات العسكرية.
وكان خان أعلن في وقت سابق، أنهم سيقومون في الـ14 من الشهر الجاري بتنظيم مسيرة احتجاجية هي الأكبر في تاريخ البلاد، على حد تعبيره، لافتا أن شعار هذه المسيرة سيكون "إعادة إحياء الجمهورية من جديد".
ويتهم "خان" النظام في البلاد بتزوير الانتخابات العامة التي جرت في الـ11 من شهر أيار/ مايو العام الماضي، لافتا أنه "طرق كافة الأبواب من أجل الحصول على العدالة، لكنه لم يحصل على شيء"، وأضاف "لذلك سنلجأ إلى الخيار الأخير، وهو
احتجاجات الشوارع".
وانطلقت، الخميس 14 آب/ أغسطس الجاري، المسيرة التي أُطلق عليها اسم "الحرية"، في إشارة إلى الذكرى السابعة والستين لاستقلال باكستان، من "لاهور"، ووصلت مساء الجمعة إلى العاصمة "إسلام آباد"، التي تبعد 300 كلم.
وتخللت مواجهات بين أنصار المعارضة والسلطات الباكستانية الجمعة، المسيرة الكبيرة للمعارضيْن الباكستانيين "خان" و"القادري".