ذكرت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، أن ميل قادة الألوية في الجيش الصهيوني التي شاركت في الحرب على
غزة لارتكاب جرائم حرب تأثرت بشكل أساسي بتوجهاتهم الدينية.
وعلى الرغم من أن الصحيفة أكدت، أن تعليمات الجيش تضمنت بشكل واضح إجراءات يعتبر تنفيذها جرائم حرب، إلا أنه تبين أن
حماسة القادة العسكريين المتدينين لارتكاب جرائم حرب كانت كبيرة بشكل خاص.
ونوهت الصحيفة في عددها الصادر، الثلاثاء، إلى أن أحد الذين برزوا في ارتكاب جرائم الحرب ضد غزة هو العقيد المتدين
عوفر فينتر، قائد لواء الصفوة "جفعاتي" المسؤول المباشر عن مجزرة "رفح"، والتي قتل وجرح فيها المئات من الفلسطينيين في أعقاب اختطاف الضابط هدار جولدين.
وأشارت "هارتس" إلى أن فينتر تجاوز كل الحدود، وأمر بإطلاق القذائف بشكل مباشر على بيوت الفلسطينيين، كما طلب بأن تقوم الطائرات الحربية بقصف كل من يتحرك في المحافظة بأسرها.
وأوضحت الصحيفة أن فينتر حرص على تكريس المفاهيم الدينية التي تحفز على ارتكاب المجازر، منوهة إلى أنه ألقى خطبة شهيرة في جنوده قبيل اقتحامهم قطاع غزة، حيث قال: "مهمتكم أن تخضعوا ذلك العدو الذي يتطاول ويسب آلهة إسرائيل".
ولفتت إلى أنه تباهى أمام الصحافيين بأنه أمر بتدمير المساجد في المناطق التي عملت فيها قواته، موضحة أن فينتر خرج عن طوره وهو يشرح للصحافيين كيف حرصت قواته على تدمير بلدة "خزاعة"، بعد طرد أهلها الذين يبلغ عددهم 13 ألف نسمة منها، حيث قال: "لقد وعدت ووفيت بأن تتغير معالم خزاعة حتى لا يعرفها سكانها".
ونقلت "هارتس" عن فينتر تباهيه، قائلاً: "لقد حرصت على حياة جنودي، بحيث أمرت قذائف الدبابات ومضادات الدروع على كل منزل فلسطيني في طريقي".
ويؤكد الكاتب يجيل ليفي أنه على الرغم من أن القيادات العسكرية العلمانية ترتكب مجازر وجرائم حرب، إلا أنه من الواضح أن للمحفزات الدينية دورا كبيرا في دفع الضباط لارتكابها، كما دل مسار الحرب، منوهاً إلى أن القادة المتدينين ينظرون إلى الحرب كحرب دينية.
وأضاف: "الضباط المتدينون يرون أن عمارة أرض إسرائيل تتطلب شن حرب لا هوادة فيها ضد أحفاد الكنعانيين".
وأشار ليفي أن العقيد فينتر تأثر بتعاليم معلمه الحاخام إيلي سدان، مدير المدرسة الدينية العسكرية في مستوطنة "عيلي" في الضفة الغربية.
وأضاف أن الحاخام سدان يؤمن بأن إقامة مملكة إسرائيل في جبال الخليل تتطلب تحطيم بوابات غزة، حيث أن تدشين هذه المملكة يتطلب القضاء على كل الفلسطينيين، وهذا ما أثر كثيراً على دفع فنتر لارتكاب جرائم حرب في غزة.
ويذكر أن الحرب على غزة شكلت فرصة أخرى للتعرف على مدى تغلغل المتدينين في الهيئات القيادية في ألوية الصفوة في الجيش الصهيوني.
وقد تبين أن معظم قادة ألوية الصفوة والكتائب والسرايا في الجيش الصهيوني التي شاركت في الحرب على غزة هم من المتدينين الصهاينة.