أصدرت وكالة "VICE News" العالمية الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "
الدولة الإسلامية - الخلافة" المكوّن من خمسة أجزاء، عرض منه جزأين إلى الآن، حيث تدور أحداثه في مناطق سوريّة تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام المعروف بــ"داعش" بعد أن تمكن مراسل وكالة "فايس نيوز" العالمية مديَن ديرية، من زيارة مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم شمال سوريا، وذلك خلال جولته التي استمرت لثلاثة أسابيع متواصلة، في حادثة لم يسبق لها مثيل كصحفي أول ووحيد، لتوثيق أعمال التنظيم في مناطق سيطرته الداخلية.
يبدأ الفيلم بلقطاتٍ من العرض العسكري الذي نظمه عناصر التنظيم في شوارع مدينة الرقة في شهر تموز/ يوليو من العام الجاري، احتفالا بإعلان دولة الخلافة الإسلامية، حيث شملَ العرض عرباتٍ مقاتلة مصفحة، ودبابات، ومدرعات، بالإضافة إلى صاروخِ سكود، كان قد اغتنمه التنظيم خلال هجومه على العراق في حزيران/ يونيو الماضي.
وكشف الفيلم توافد عدد كبير من المدنيين بشكل يومي إلى المساجد لمبايعة أبي بكر
البغدادي أمير التنظيم، ولوحظ عدد من
الأطفال والشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الــ 17عاما، وهم داخل المساجد، يبايعون البغدادي، وركز الفيلم على قدرة التنظيم على ابتكار الأسلوب تلو الأسلوب في استقطاب الأطفال، ووضعهم ضمن دائرة التنظيم، حيث تم لعب دور كبير في جذبهم للقتال في صفوفهم.
وأظهر الفيلم إعدامات ميدانية لعدد من الأشخاص على الحدود السورية العراقية، قال إنه" هذا مصير حراس حدود سايكس بيكو"، كما أن الفيلم استعرض الحصار الذي نفذه عناصر تنظيم الدولة على مقر الفرقة الـ 17 المحاذية لمدينة الرقة في 25 تموز/ يوليو المنصرم.
وأورد الفيلم حديثا لأحد عناصر التنظيم، وهو يوجه تهديداتٍ للولايات المتحدة الأمريكية قال فيه: "نقول لأمريكا إن الخلافة الإسلامية قامت، وبإذن الله لن تتوقف يا جبناء، إن كنتم رجالا، فنحن على الأرض، فلا تأتونا بالطائرات بدون طيار، تعالوا بجنودكم الذين مرغنا أنوفهم في العراق، وبإذن الله سوف نمرغ أنوفهم في كل مكان، وسنقوم برفع راية التنظيم فوق البيت الأبيض".
وتلا ذلك مشاهد لجثث مقطوعة الرؤوس، تعود لعناصر من جيش النظام السوري، قام مقاتلو التنظيم بذبحهم بعد اقتحامهم الفرقة 17، وتعليق هذه الرؤوس على سور دوار النعيم وسط مدينة الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم دولة الإسلام" داعش".
وأوضح الفيلم ظهور أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم، وهو يخطب في مساجد مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق في الخامس من تموز/ يوليو من هذا العام.
وفي حديث للصحفي السوري المعارض ناجي الجرف، رئيس تحرير مجلة "حنطة"، قال: "إن أغلب لقطات الفيلم كانت احترافية وحصرية، وتمتاز بالجودة والدقة العالية، كونها قريبة من الحدث، أما بالنسبة للشخصيات الفاعلة فحققت عامل اختراق بصري لمكان من الصعب وصول كاميرا احترافية تعمل بانسيابية إليه، ما ساعد في صناعة جمل بصرية متتالية ومتنقلة بانسجام مع الإيقاع العام للفيلم".
وأضاف الجرف أن هذا الأمر هو الذي أعطى الفيلم زخم الصورة الواضحة والصريحة، وليمكّن صانعه من انتقاء كوادره وشخصياته وزواياه.
وأكد الجرف بأن جانبا ترويجيا ضمنيا لكيان دولة الخلافة المعلن عنه حديثاً، ظهر بوضوح على" البرومو" المنشور على موقع القناة المنتجة.
وأشار الجرف إلى أن الحوار الذي دار خلال الفيلم، اعتمد على وحدة متقطعة مستمدة من إعلان دولة الخلافة على كسر حدود سايكس-بيكو بين العراق وسورية، وتم الاستفادة من هذا الإعلان بالإضافة إلى فكرتي الرباط والجهاد، حيث أسقطتا بالفيلم بين حديث الأبطال "المسلم" و"الراضي بحكم الخلافة" و"طالب الشهادة في سبيل الله"، وبين أجواء الاحتفالات على أرض يظهر عليها آثار الصراع المسلح والقلق الاجتماعي.