مع بدء كتائب
المعارضة المسلحة الإعلان عن
المرحلة السابعة من معركة "المغيرات صبحاً" التي بدأت قبل عام من الآن، تشهد الضفة الغربية من مدينة حلب تحركاً "درامتيكياً" جديداً حيث أحرز المقاتلون تقدماً جديداً في منطقة "الراشدين" المحاذية لمبنى البحوث العلمية والأكاديمية العسكري، بعد اشتباكات عنيفة استغرقت يوماً كاملاً، أسفرت أخيراً عن تحرير مبنى تابع للأمن العسكري في محيط ضاحية الأسد.
واستطاعت كتائب المعارضة المسلحة من فرض سيطرتها بشكل كامل على منطقة "سوق الجبس" الأمر الذي يضع منطقة ضاحية الأسد بأكملها في مرمى النيران، لتقوم قوات النظام لاحقاً بفتح طريق الذهاب الملاصق لأكاديمية الأسد من جهة مشروع 3000 في منطقة الحمدانية بعد أكثر من عامين على إغلاقه، تسهيلاً لمرور الإمدادات العسكرية لها.
بالمقابل شهد حي "الحمدانية" جنوبي غرب المدينة سقوطاً لقذائف هاون أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة العشرات، كما أن حركة نزوح كبيرة شهدتها كل من مناطق "الراشدين"، و"ضاحية الأسد" وجزء من "الحمدانية" مع اقتراب كتائب المعارضة منها.
وكانت المرحلة الأولى من "
المغيرات صبحا" التي انطلقت قبل عام من الآن، وأسفرت عن تحرير منطقة المطاحن وكفرناها وخان العسل، أما في المرحلة الثانية فحررت مدرسة الشرطة وجمعية الصحفيين، وأما المرحلة الثالثة فتم تحرير مباني الأندومي وألانيا ومصلحة المياه التي كانت تتخذها قوات النظام مقرات لها، وفيما اقتصرت المرحلة الرابعة على اعتقال اللصوص وقطاع الطرق الذين استغلوا المعركة للقيام بسرقاتهم، شهدت المرحلة الخامسة والسادسة قطع طريق حلب - دمشق الدولي، وتحرير خان العسل بالكامل.
وتعدّ معركة "المغيرات صبحاً" في مرحلتها السابعة منعطفاً لصيرورة المجريات العسكرية الراكدة منذ ما يقارب عاماً ونصف العام، فقد استطاعت قوات النظام في وقت سابق الزحف من الطرف الشرقي الجنوبي للمدينة باتجاه الشمال واستعادت اللواء 80 الذي كانت قوات المعارضة سيطرت عليه قبل عام من الآن، مواصلة زحفها لتصل إلى تخوم المدينة الصناعية وتسيطر عليها لاحقاً كما استطاعت فتح جيب باتجاه الغرب لتصل إلى السجن المركزي المحاصر منذ أكثر من عام، وأخرجت سجناءَه وحصنته من جديد.
وتهدف قوات النظام من خلال عملية الالتفاف من الطرف الشرقي إلى إطباق الطوق على المدينة لتحقيق حصار عليها يجبر المقاتلين بداخلها إلى الانقياد لسيناريوهات كانت حدثت في حمص وبعض مناطق ريف دمشق (الهدنة ثم تسيلم المناطق).
الضغط شرقاً من قبل قوات النظام دفع قوات المعارضة إلى التوغل غرباً، فاستطاعت التقدم نسبياً في الطرف الشمالي الغربي وسيطرت على مباني عدة في محيط مبنى المخابرات الجوية المحاصر أيضاً منذ ما يقارب عامين، وتأتي "المغيرات صبحاً" استكمالاً لعملية الضغط تلك حيث تضغط من الطرف الغربي الجنوبي للمدينة (مدخل الأوتستراد الرئيسي لها) حيث الأكاديمية العسكرية التي غدت مقراً حصيناً لقوات النظام، وتطلق منها يومياً عشرات الصواريخ باتجاه الأحياء الشرقية المسيطر عليها من قبل المعارضة.
يذكر أن الكتائب والفصائل المشاركة في "المغيرات صبحاً" تضم كلاً من "جيش المجاهدين - حركة نور الدين الزنكي - تجمع أنصار الخلافة - لواء الحق - فيلق الشام - كتيبة القدس - حركة إباء - كتائب ابن تيمية - كتائب أبو عمارة - الفرقة 101 - لواء شهداء بدر - كتيبة المستضعف".
من جهة أخرى، تواصل قوات النظام القصف بالبراميل المتفجرة جميع الأحياء الشرقية عبر الطيران المروحي الذي يلقيها بشكل عشوائي وتشهدت أحياء "طريق الباب والشعار والميسر ومساكن هنانو والصالحين وقاضي عسكر" وغيرها يوميا قصفاً يتراوح بين 20 و30 برميلاً أودت بحياة الآلاف منذ استعار الحملة منذ ما يقارب ثمانية أشهر من الآن.
بالمقابل تستهدف قوات المعارضة أحياء وسط وغرب حلب المسيطرة عليها من قبل قوات النظام بقذائف هاون أو القذائف الصاروخية محلية الصنع، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى سقوط مدنيين في تلك الأحياء كون تلك القذائف ضئيلة الدقّة في التصويب، الذي كون غالباً لأفرع أمنية أو مبان سكنية ومدارس حولتها قوات النظام إلى مقار لها.