كتب جون بريسكوت، نائب رئيس الوزراء السابق مقالة في صحيفة الميرور البريطانية يشجب فيه
جرائم الحرب الصهيونية في
غزة ويطلب في بداية مقالته أن يتخيل بلدا تقتل ثلاثة أضعاف عدد ضحايا الطائرة الماليزية (MH17 – التي أسقطت في أوكرانيا) في أقل من ثلاثة أسابيع، قوم فجروا مستشفى وأطلقو القذائف على أطفال يلعبون كرة القدم على الشاطيء من سفنهم الحربية وهم المسؤولون عن مقتل أكثر من 1000 شخص منهم 165 طفلا خلال أسبوعين.
ويقول: "بالتأكيد يجب أن تصنف مثل هذه الدولة دولة منبوذة ويجب أن تشجبها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمطالبات لتغيير النظام فيها يجب أن تكون بصوت مرتفع جدا"، ولكن مثل صرخات الاحتجاج هذه يتم إخمادها وأي شجب يتم تخفيفه لأنها
إسرائيل.
ويشير إلى الحجج التي يكررها رئيس الوزراء المتشدد بنيامين نتنياهو كل مرة؛ وهي أن مسلحي حماس في غزة هم من بدأوا بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها وتحتاج لحماية مواطنيها.
ويقول إن كلامه صحيح في الأمور الثلاثة المذكورة ولكن كالعادة فإن الرواية الإسرائيلية دائما منقوصة، فالرد العسكري الإسرائيلي والذي يدعي أنه يستهدف حماس رد وحشي غير متكافيء وعشوائي بشكل فادح مما يجعل من الصعب جدا عدم اعتبار أفعال إسرائيل جرائم حرب.
كما يشير في مقالته إلى أن أهل غزة يعيشون كالسجناء خلف جدران وأسيجة وهم غير قادرين على الهروب من القنابل، وأن الحصار الاقتصادي الإسرائيلي أفقرهم إلى حد بعيد.
و يقارن بين أعداد الضحايا في الجانبين فيقول إن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض الصواريخ المطلقة من غزة بسهولة فلم تقتل هذه الصواريخ البدائية سوى 3 إسرائيليين بينما قتل 32 جنديا إسرائيليا في القتال مع حماس. أما في غزة فقتل أكثر من 1000 شخص، أكثر من 80% منهم مدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال.
ويستدرك قائلا: ولكن من بإمكانه القول أن الـ 20% الآخرين ليسوا أبرياء أيضا؟ إسرائيل تصنفهم على أنهم أرهابيون ولكنها الخصم والحكم في معسكر الاعتقال المسمى غزة.
وتتساءل: لماذا تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات ضاربة القوانين الدولية بعرض الحائط؟ ويجيب: لأنها تعلم أنها تستطيع فعل ذلك دون محاسبة.
ثم يقول إن ما فعله النازيون باليهود مروع حقا، ولكن المرء يتوقع أن تكون تلك الجرائم خلقت عند الإسرائيليين شعورا خاصا وتعاطفا مع ضحايا الغيتو.
ويسخر من قول نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي يحذر المدنيين الغزيين بالتلفون قبل ضرب بيوتهم ليغادروها بل ويلقوا ببعض الصواريخ "التحذيرية" قبل الضرب بصواريخ أكبر. ويتساءل: ولكن إلى أين يهرب هؤلاء الناس؟ إنهم مضطرون للعيش في شريط ساحلي ضيق ومكتظ بالسكان وليس لديهم مكان يهربون إليه. وعندما تقوم إسرائيل بنسف المستشفيات وحتى مدارس الأمم المتحدة التي يلجأ إليها النازحون عن بيوتهم، فأين يمكن للناس أن يهربوا؟
ثم يقول إنه من الخطأ أن تطلق حماس صواريخها على إسرائيل ويجب أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود، ولكن كما قال جون سنو مقدم البرامج على القناة الرابعة هذا الأسبوع: "إذا خنقت الناس وحرمتهم من الإمدادات لسنوات فلا مفر من رد فعل مفرط".
ثم يشدد على أن الحرب الإسرائيلية على غزة لن تحل المشكلة وما تحققه فقط هو خلق جيل جديد من الفلسطينيين الكارهين لإسرائيل والمصممين على محاربة الظلم والاحتلال.
وينتقد موقف الغرب قائلا: نحن في الغرب نقف متفرجين ونأمل أن يحصل وقف لإطلاق النار، ولكن على الأقل وقف إد ميليباند (زعيم حزب العمال البريطاني) وشجب الاجتياح الإسرائيلي بينما يقف كاميرون متفرجا، وما فعله ميليباند يبين أنه قائد بحق.
ويؤكد على ضرورة إنهاء الحصار على غزة والتأكد من دخول المواد الإنسانية والمساعدات ومواد البناء إلى غزة بحرية ودون إعاقة.
كما يؤكد على وجوب وقف بناء المستوطنات غير الشرعية حتى تبدأ المفاوضات حيث تدعم الدول الغربية انتهاء تدريجيا للإحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية يتم خلال فترة زمنية معقولة. ويقول إنه يجب أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا أكبر في الوساطة بين الأطراف والدفع نحو المقاطعة لمن لا يلتزم.
ويشدد على أن عدم تحقق حل الدولتين يبقى جرحا نازفا لا يلهب مشاعر الفلسطينيين فحسب؛ بل المسلمين وكل محبي العدل في العالم.
وينهي مقالته قائلا: "لا نستطيع أن نكون متفرجين صامتين على هذه المجزرة ويجب على العالم أن يجبر إسرائيل وحماس على وقف دوامة الموت هذه".