قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن عدم قدرة الولايات المتحدة على استخدام نفوذها والتأثير على
إسرائيل التي تتصرف كدولة مارقة يفتح فصلا مثيرا للخوف في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "لا يثير استغراب الأمريكيين العاديين ما يجري في العالم حتى لو "شنق العالم نفسه" ولكنهم يتساءلون عن جدوى التضحيات التي قدموها من أبنائهم وبناتهم في العراق وبالتأكيد في أفغانستان، أما بالنسبة لإسرائيل فهي تستخدم أموال دافعي الضرائب لمحو
غزة، تم تدير وجهها لأمريكا وتتهمها بعدم الحرص عليها".
وتقول الصحيفة إن رد الجميل أو المعاملة الحسنة لا تعتبر أولوية بالنسبة لإسرائيل الآن لكن الطريقة المخزية التي تعاملت فيها مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لجهوده الفاشلة لوقف المذبحة كانت مثيرة للدهشة". وكانت الطريقة التي عومل بها كيري محلا لقلق مستشارة الرئيس
أوباما لشؤون الأمن القومي سوزان رايس التي عبرت عن "انزعاجها" الشديد للطريقة التي عومل بها كيري.
وتقول الصحيفة " الكثيرين منا يتمنون لو عبرت أمريكا على نفاذ صبرها من إسرائيل بطريقة أشد، ولماذا لا، فمثلا عندما شارك السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر في مؤتمر نظمته جماعة مسيحية مؤيدة لإسرائيل قال إنه "يجب تقديم جائزة نوبل لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي أظهر ضبطا للنفس لا يمكن تصوره".
وتشير الصحيفة للمشاكل التي واجهها كيري في محاولاته الفاشلة لوقف إطلاق النار، فقد سجل المايكرفون كلام وزير الخارجية وهو يقول إن الجلوس وعمل لا شيء في الوقت الذي تحترق فيه غزة ليس خيارا، وأن حلا سريعا للأزمة يعني الاستجابة لبعض مطالب
حماس. وهذا الخيار ولقاء الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع مع قطر وتركيا اللتان تدعمان حماس حيث كان متوقعا إثارة غضب إسرائيل وهو ما حدث فعلا".
وتتساءل الصحيفة "هل يفتقد كيري لمهارات التفاوض؟ ممكن، فدفعته باتجاه سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي انهارت في نيسان/إبريل رأى فيها الكثيرون محاولة فاشلة منذ البداية لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يظهر استعدادا لوقف النشاطات الاستيطانية وظل رافضا لأي نقد يتعلق بها".
وبعيدا عن هذا فإن أهم مظهر من مظاهر القلق هو تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، ونحن هنا أمام دائرة خطيرة، فكلما فشلت السياسة الأمريكية بتحقيق شيء إلا القليل كلما زاد الثمن من ناحية تردد الناخبين الأمريكيين بدعمها
فالناخب الأمريكي صوت لصالح باراك أوباما الذي وعد بسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، ولم يهتم الناخبون بعدم تزويد أوباما المعارضة السورية بالصواريخ مع أن موقفه كان سيؤثر على شعبيته.
و "في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التقليل من دورها كشرطي للعالم، فالعالم سيشعر بخوف أقل من عصا الشرطي".
وتظل العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية في مجال مختلف "فبعد سنوات من الدعم لإسرائيل والمساعدة السنوية التي تقدم لها بقيمة 3 مليارات دولار، وقع الأمريكيون موقفا أكثر تعاونا من إسرائيل، وعلى الأقل كانت أمريكا تتوقع من إسرائيل لو تعاملت مع مقترحها للسلام بطريقة أكثر جدية".
وترى الصحيفة أن غياب الود بين الرئيس أوباما ونتنياهو لم يساعد، خاصة أن إسرائيل غير مقتنعة من المحادثات الأمريكية – الإيرانية حول ملف الأخيرة النووي وأن إيران تحاول خداع واشنطن.
ومع ذلك "ففشل الولايات المتحدة استخدام نفوذها يؤشر لجبهة غير مريحة؛ فالولايات المتحدة ليست لديها الإرادة السياسية كي تقفل صنبور المساعدات على إسرائيل ولا الطلب من حليفتها التي تتصرف ببلطجة التوقف عن ضرب غزة. وفي الحالي فعلى ما يبدو أن اليانكي يقول إنه خاسر خاسر.