أجلت الولايات المتحدة السبت كل الموظفين من سفارتها في
ليبيا بسبب القتال العنيف في العاصمة
طرابلس حيث كانوا يواجهون "خطرا فعليا" ودعت كل الأميركيين إلى مغادرة هذا البلد "فورا".
ورغم أن السفارة كانت تعمل بعدد محدود من الموظفين، غادر الفريق المتبقي وفي عداده السفيرة آن باترسون، برا إلى تونس في عملية تمت بمساعدة الجيش الأميركي.
وجاء إجلاء الموظفين الدبلوماسيين بعد ساعات على تحذير الحكومة الليبية الجمعة من "انهيار الدولة" مع استمرار المعارك بين مجموعات مسلحة تتنافس من اجل السيطرة على مطار طرابلس لليوم الثالث عشر على التوالي.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة امرت السبت بإخلاء سفارتها في طرابلس بسبب "خطر حقيقي" على حياة الدبلوماسيين.
وقال كيري أمام الصحافيين خلال زيارته العاصمة الفرنسية إن الولايات المتحدة "تعلق" عملياتها لكن لا تغلق سفارتها في العاصمة الليبية.
من جهتها قالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماري هارف في بيان "نظرا لاستمرار العنف الناجم عن اشتباكات بين مجموعات مسلحة ليبية قرب السفارة الأميركية في طرابلس، قمنا موقتا بنقل كل موظفينا خارج ليبيا".
وأضافت هارف "نحن ملتزمون بدعم الشعب الليبي في هذه الأوقات الصعبة، وندرس حاليا خيارات لعودة دائمة إلى طرابلس فور تحسن الوضع الأمني على الأرض".
وتابعت هارف انه في الوقت نفسه "سيعمل الموظفون من واشنطن ومراكز أخرى في المنطقة".
من جانب آخر قال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي إن "موظفي السفارة نقلوا في سيارات إلى تونس" في عملية استغرقت خمس ساعات وجرت بهدوء وسط مراقبة جوية من قبل طائرات اف-16 وبدعم من القوات المجوقلة الأميركية.
وتم إجلاء عناصر الأمن من المارينز أيضا من السفارة وقاموا بحراسة الموكب لكن لم يتسن لمسؤولين أميركيين تأكيد عدد الأشخاص الذين غادروا ليبيا لأسباب أمنية.
كما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا إلى الأميركيين من السفر إلى ليبيا وحثت كل المتواجدين في هذا البلد إلى "الرحيل فورا".
واندلعت معارك جديدة الجمعة بين مجموعات مسلحة ليبية متنافسة من أجل السيطرة على مطار طرابلس الذي يتعرض لقصف منذ 13 يوما ما أدى إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية.
وقالت هارف "للأسف اضطررنا لاتخاذ هذه الخطوة لأن موقع سفارتنا قريب جدا من أماكن القتال الكثيف وأعمال العنف المستمرة بين فصائل ليبية مسلحة".
وأكدت أن موظفي السفارة غادروا برا ووصلوا إلى تونس في وقت مبكر السبت "وسيغادرون من هناك".
وكانت الحكومة الليبية دعت الجمعة في بيان مجددا إلى وقف المعارك محذرة من خطر "انهيار الدولة".
ومطار طرابلس الدولي مغلق منذ بدء المعارك في 13 تموز/يوليو. وخلفت المعارك 47 قتيلا و120 جريحا بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة.
واندلعت هذه المواجهات الأعنف في طرابلس منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، بعد هجوم لمجموعة مسلحة من مدينة مصراتة حاولت طرد مجموعة مسلحة من
الزنتان من المطار.