كشفت وكالة "صفا" نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة، عن خفايا تغير مواقف رئيس السلطة
محمود عباس من مطالب
المقاومة الفلسطينية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكدت أن التحول الجذري في سلوك الرئاسة وكل الأطراف ذات العلاقة بالملف كانت مرتبطة بنتائج العملية البرية التي أذهلت العالم بقدرة المقاومة، ليس على الصمود فحسب، بل وبإلحاق هزيمة بالاحتلال، حيث بات واضحًا أن المقاومة تقف على أرجل ثابتة فيما نتنياهو يتخبط.
وقالت إن المعركة البرية وصمود المقاومة جعل البحث في كل شروط المقاومة واقعيا وجديا، فتغيرت لغة الخطاب الرسمي الفلسطيني، فخرج الرئيس بالخطاب الأخير بعد أن تيقن أن المقاومة هي صاحبة الكفة الراجحة في هذه المعركة، عدا عن أن المزاج الشعبي كاملًا لم يعد يحتمل لغة الخطاب السابقة.
وتعتبر مصادر مقربة من ديوان الرئاسة أنه إضافة للحرب البرية وصمود المقاومة والصواريخ، وكيفية إدارة المعركة عسكريًا، فإن لقاء رئيس السلطة محمود عباس برئيس المكتب السياسي
خالد مشعل أكد للرئيس طبيعة سير المعركة.
وأوضحت المصادر أن الرئيس وصل لقناعة أن حماس قادرة على فرض رفع الحصار، عدا عن أنه في صورة التحركات الدولية، حيث كانت رسالة حماس من خلال اللقاء أن المعركة ماضية حتى النهاية لتحقيق الشروط، وأننا مرتاحون لسير الميدان.
ولفتت إلى أن هناك في ديوان الرئاسة صنفين من الناس، منهم من فهم المعادلة الجديدة ودفع باتجاه المواقف الأخيرة لتبني مواقف المقاومة، مثل صائب عريقات وياسر عبد ربه على وجه الخصوص، ومنهم من ما زال يعيش مغيبًا عن الواقع مثل الطيب عبد الرحيم، فيما لا يزال مدير المخابرات العامة ماجد فرج هو صاحب الكلمة الفصل لدى عباس في تقدير الموقف تجاه الأحداث.
وبحسب المصادر، فإن خالد مشعل أبلغ الرئيس عباس بأن حماس ترحب وتدعم أن تتبنى القيادة الفلسطينية مطالب المقاومة، وتتحرك باسمها في المحافل الدولية، وبالتالي فهي تبارك تحركات الرئيس إن تمت على هذا الإطار، وهو ما سيسهم في تعزيز الشراكة الوطنية.
وأشارت المصادر إلى أنه لا الرئيس عباس ولا المصريون حتى تلك اللحظة توقعوا أن تحقق المقاومة كل هذه الإنجازات، وبالتالي كانت خطابات الرئيس والمصريين تتعلق بأن المنفذ الوحيد هو المبادرة المصرية.
لقاء عباس بالسيسي
وأشارت المصادر إلى كيفية بدء لقاءات الرئيس عباس بالقيادة المصرية من أجل طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في ظل تجاهل مصري استيقظت منه متأخرة، وفي ظل سعي الرئيس لأخذ زمام المبادرة للبحث عن دور في المواجهة الحالية.
وقالت المصادر المؤكدة إن الجنرال عبد الفتاح السيسي رفض مقابلة الرئيس عباس أول ثلاثة أيام من الحرب رغم إلحاح عباس على ضرورة التدخل المصري، ولم يعر السيسي الأوضاع في غزة أي اهتمام، متذرعًا بأسباب غير مقنعة.
وأكدت أن السيسي أوصل للرئيس عباس ضرورة عقد مصالحة شاملة مع القيادي محمد دحلان قبل أن يتم الحديث في أي قضية تتعلق بالملف الفلسطيني.
وأشارت إلى أن السيسي تذرع للرئيس عباس في البداية بأن الملف لدى المخابرات الحربية، وأن عليه التباحث مع المخابرات الحربية في هذه القضية، وأنه شخصيًا لا ينوي التدخل في هذا الملف.
ووفق المصادر، فإن المصريين كما غيرهم أساءوا تقدير قوة حماس العسكرية في قطاع غزة، وكانوا يسعون لإذلال حماس في هذه المواجهة، وظنوا أن طرحهم أي مبادرة سيشكل طوق نجاة لحماس، إلى أن اتضح الوضع الميداني بنتائج مغايرة تمامًا للتمنيات المصرية تجاه الحركة.
وأكدت أن الرئيس عباس كان أحد المستفيدين من صمود المقاومة في غزة من حيث رد الاعتبار له من قبل المصريين الذين شعروا بأهمية العمل مع عباس، وعادوا للعمل معه عقب المباحثات القطرية التركية لوقف إطلاق النار، خاصة وأن القناة مع حماس مغلقة.
وشددت على أن المصريين كانوا بحاجة لطرف فلسطيني يقطعون من خلاله الجهود التركية القطرية لوقف إطلاق النار، ولم يكن يعنيهم الدم السائل في غزة بأي حال، فخرجت مبادرتهم الاستعلائية، والتي تهدف لشيء واحد، هو قطع الطريق على أي إنجاز لحركة حماس في هذه المواجهة.