ألزم تنظيم الدولة الإسلامية "
داعش" بمدينة
الرقة السورية، أصحاب المحال التجارية بدفع غرامة مالية "أتاوة" بقيمة خمسة وثلاثين ألف ليرة سورية، أي ما يعادل مائتين وخمسة وعشرين دولارا أميركيا مقابل الكهرباء والماء و"
الأمن والأمان"، وفقا للناشط الإعلامي محمد الرقاوي.
وقال الرقاوي لـ "عربي21"، إن ما تأخذه "داعش" من المحال التجارية ضريبة أمن أو أمان مزعوم، هو مقابل ما تقدمه من دوريات وعناصر تقوم بالتجول طوال النهار بالسيارات لمراقبة السرقات أو أي اعتداء، لكن هذه الدوريات تتوقف في تمام الساعة التاسعة مساء عن العمل، الأمر الذي يتيح لمجموعات "الحرامية" فرصة اقتحام أي منزل أو محل تجاري أو مزرعة وسرقة كافة المحتويات عدا حرق المنازل والممتلكات الخاصة.
وتابع بأن لدى "داعش" عناصر دورية تسمى "الحسبة" وهي مجموعة متجولة في الشوارع وظيفتها تفقد الأهالي وأصحاب المحال بأوقات الصلاة، حيث تنتظر عاقبة وخيمة كل متأخر عن الصلاة بإغلاق المحل بالشمع الأحمر، فضلا عن ثمانين جلدة بالساحات العامة والشهيرة التي تغير أسماء بعضها لتصبح شبيهة بنوع العقاب المخصص لها.. فمثلا ساحة النعيم أصبحت ساحة الإعدام، وساحة "الساعة الثانية" ساحة الصلب، أما ساحة الدلة وهذه أشهر ساحات المدينة ومركزها فهي متعددة الاختصاصات بالعقوبات كالجلد والصلب وقطع الرؤوس والأيدي والإعدام.
في السياق ذاته، أشار الرقاوي إلى تحذير "داعش" لمديرية التربية والتعليم والمدرسين في مدينة الرقة شمال البلاد، من القيام بأي نوع من أنواع الدروس الخصوصية في المنازل أو المعاهد الخاصة، تحت طائلة الغرامة المالية أو الضرائب المالية.
وقال إن عناصر من الدولة الإسلامية وجهت إنذارا شفهيا لمديرية التربية في المدينة بتحذير جميع المدرسين والمدرسات العاملين في ملاكها، بمنع أي معلم من الدخول منازل "المسلمين" لإعطاء الدروس الخاصة للطلاب من كافة الأعمار.
وأضاف أن "داعش" أمر بإغلاق معاهد الدراسة الحرة وخصت بذلك "معاهد الإناث و معاهد الذكور"، وإلا فسيدفع المخالف مبلغا ماليا علاوة على الاعتقال، فيما يقابل ذلك إلزام الطلاب بما أنشأته "داعش" من معاهد تابعة لإدارتها.
وأشار إلى أن شبان المدينة ورجالها حرموا التدخين خوفا من تسعيرته التأديبية الداعشية، فالتاجر يعاقب بحرق المحل وسلب محتوياته بالإضافة إلى غرامة ماليه قدرها خمسون ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثمائة وثلاثين دولارا أميركيا، أما المدخن فجزاؤه التأديب بالجلد.
ونوه إلى أن النسوة اللاتي لا يتقيدن بالنقاب أو تسريحة الشعر العالية خلف النقاب أو الملابس التي لا يناسب تفصيلها مقاس "داعش"، فتدعى بالمتبرجة ويجلد ولي أمرها 80 جلدة في إحدى الساحات المتخصصة بالجلد، على حد قوله.