أعلنت جمعية الهلال الأحمر
العراقي، الأحد،
نزوح أكثر من 340 عائلة مسيحية من
الموصل إلى أطرافها.
وقال الأمين العام المساعد للجمعية محمد الخزاعي، في بيان له الأحد، إن الهلال الأحمر سجل نزوح أكثر من 250 عائلة مسيحية إلى قضاء الحمدانية وقرقوش في حين وصلت 90 عائلة أخرى إلى برطلة وبعشيقة.
وأضاف أن مسلحين (لم يحدد هويتهم) سلبوا ممتلكات هذه العوائل أثناء فرارهم من الموصل، مشيرا إلى أن الهلال الاحمر باشر بتوزيع أكثر من 300 سلة غذائية وإغاثية.
من جهتها كشفت مفوضية حقوق الانسان، الأحد، أن عدد النازحين داخل العراق بلغ مليون و250 ألف شخص، مؤكدة أن المؤشرات تقول أن الأعداد في تزايد مستمر.
وقال عضو المفوضية هيمن باجلان، في مؤتمر صحفي عقده الأحد في مجلس النواب، إن "النازحين بلغ عددهم أكثر من مليون و250 ألفا، والتوقعات تشير إلى أن هذا العدد قد يزداد مع بدء العمليات الإجرامية مرة أخرى"، على حد قولها.
وبين باجلان أن "النازحين يعانون من الوضع الإنساني المتردي والمتمثل بقلة الخيام ومياه الشرب وقلة الخدمات الطبية المقدمة لهم، إضافة إلى بقية الخدمات".
وتعتبر مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها، والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين ومن بعدها بغداد والبصرة، وهي تضم 13 كنيسة ودير، فضلا عن كاتدرائية موغلة في القدم، وكانت قبل الاحتلال تضم أكثر من 600 ألف مسيحي مقابل 900 ألف مسلم، لكن معظم المسيحيين هاجر البلاد إلى السويد وفرنسا وكندا وكردستان ليصبح عددهم نحو 200 ألف تفرقوا في قرى تلكيف وسهل نينوى ومركز الموصل.
وينقسم مسيحيو الموصل إلى الكلدان والسريان والكاثوليك، وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة "مار كوركيس" التي شيدت في العام 800 ميلادي.
وأمهلت "الدولة الإسلامية" (
داعش) في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة أسبوع، انتهت ظهر السبت، لبيان موقفهم من "الدولة الإسلامية"، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة.
ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل، وهي إما مغادرة المدينة، أو دفع الجزية مقابل الأمان، أو إشهار الإسلام.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغرب العراق بعد سيطرة التنظيم ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة، تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي العراق.
فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة.