دعا حزب يساري بالجزائر حكومة البلاد إلى ترك مقعدها بجامعة الدول العربية شاغرا، على خلفية عجز الجامعة عن اتخاذ قرارات صارمة ضد العدوان
الإسرائيلي على
غزة.
وقالت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، بالجزائر، والمترشحة السابقة لانتخابات الرئاسة 17 نيسان ابريل الماضي، في مؤتمر لنصرة غزة، الجمعة، إن " العدوان الإسرائيلي الوحشي يقترف اليوم بدعم حثيث من الحكومات الامبريالية التابعة للأمم المتحدة وبتواطؤ أنظمة عربية خائنة وصمت رهيب".
وأكدت حنون أن "مواقف
الجامعة العربية إزاء القضية الفلسطينية دوما كانت غير مشرفة".
ودعت حنون حكومة بلادها إلى الانسحاب من جامعة الدول العربية، وأكدت" نتساءل عن الجدوى من استمرار شغل مقعد ضمن الجامعة العربية التي أثبتت اكثر من مرة دورها المناوئ للشعوب والأمم في المشرق والمغرب العربيين".
وكانت حنون تتحدث عن تبني الجامعة العربية مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "التي تساوي بين الضحية و الجلاد"، وشددت حنون على حتمية "العودة إلى خصوصية الموقف
الجزائري الداعم لحق الشعب الفلسطيني في التحرر وحقه في مواصلة المقاومة".
ودانت الجزائر ، الخميس، لثالث مرة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وشجبت "صمت المجتمع الدولي إزاء حملة الإبادة الجماعية للفلسطينيين".
ودعا رئيس البرلمان الجزائري، العربي ولد خليفة، في خطاب له الجمعة "المجتمع الدولي إلى إنقاذ غزة من مخالب الوحش الإسرائيلي".
لكن بيانات التنديد التي تصدرها الحكومة الجزائرية من حين لآخر، لم تشف غليل قطاع واسع من جزائريين، يطالبون الحكومة، بتسهيل التحاقهم بالمقاومة الفلسطينية.
وقال جدو سعيد، مجاهد سابق في صفوف جيش التحرير الوطني الذي قاوم الاستعمار الفرنسي وواحد ممن شاركوا في حرب 7319 ضد العدوان الإسرائيلي ل"عربي21" الجمعة"، أمنيتي في هذه الحياة أن استشهد في ساحة القدس".
وتابع" ربما تقولون أنني أبالغ، لكني أقول ما أتمنى فعلا".
وكان جدو سعيد، ضمن الراغبين بتنظيم مسيرة شعبية من وسط العاصمة الجزائرية نحو السفارة المصرية، تنديدا بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة.
وتجمع الآلاف من الجزائريين قرب مسجد"بلكور" بالعاصمة، تنديدا بما وصفوه "حملة الإبادة المنتهجة ضد إخواننا الفلسطينيين"، وردد المتجمعون شعارات مناوئة للأنظمة العربية " الخنوعة و النائمة و الخائنة" حسب ما رددوه.
ومنعت مصالح الأمن، توجه المحتجين إلى السفارة المصرية، طبقا لقانون حظر المسيرات المطبق بالجزائر منذ العام 2001، بعد أحداث "الربيع الاسود".
وبمحافظة الشلف غربي العاصمة، نظم أنصار نصرة غزة مسيرة جابت شوارع المدينة، ورفعوا شعارات منددة ب" الهمجية الصهيونية" مثلما قرأ على إحدى اللافتات المرفوعة من قبل المنظمين.
وندد المشاركون بالمسيرة ب"الصمت العربي و الدولي و السكوت على الجرائم التي تلحق بسكان غزة في شهر رمضان المعظم".
ودعا المشاركون في المظاهرة، السلطات الجزائرية إلى "تحمّل مسؤوليتها تجاه هذه المأساة"، وإلى "وقف شلال الدم الفلسطيني في غزة"، و"رفع الحصار المفروض على القطاع وفتح المعابر".
وقال كوسيان كوليي مدير جريدة" الأخبار العالمية" بباريس، الذي شارك بمؤتمر حزب العمال بالجزائر اليوم، إن "غزة تحولت إلى سجن كبير للامبريالية".
وندد كوليي " بمنع مسؤولي باريس ونيس بفرنسا، تظاهرات كانت مبرمجة السبت 19 يوليو تموز، تنديدا بالعدوان الصهيوني، لكنه شدد" سننزل إلى الشارع لنصرة غزة مهما كلفنا الأمر".
وصرح صلاح صلاح، ممثل اللاجئين الفلسطينيين، ل"عربي21" على هامش المؤتمر، أن "عدد المعتقلين الجدد في السجون الإسرائيلية بلغ 1665 معتقل منذ بدء العدوان على غزة".
وانتقد صلاح دعوة القيادة الفلسطينية، الأمم المتحدة بالتدخل، وقال إنه " قرار ينم عن منطق مهزوم"، بينما دعا إلى تغيير القيادة الفلسطينية، معتقدا أن "الأفق المفتوح أمام الفلسطينيين هو المقاومة".
وقال حسن عريبي عضو لجنة الدفاع الوطني بالبرلمان الجزائري ل"عربي21"، الجمعة" ما يحصل لإخواننا في غزة وأمام حالة التشرذم التي تعيشها عددا من البلدان العربية كسوريا والعراق و اليمن ، قد أفرز بعض الخونة الذين يستأسدون على شعوبهم.. والرئيس المصري يتحمل جزء كبير من المسؤولية فيما يحدث بغزة بسبب مبادرة العار التي طرحها وأراد من الفلسطينيين ان يقبلونها".
وطرح عريبي سؤالا مفاده "ماذا سيحصل للحكام العرب إن هم ساندوا القضية الفلسطينية وأعلنوا رفضهم الحصار الذي فرضته إسرائيل على إخواننا في غزة وقاموا بالتدعيم والإسناد، لأصبح توازن القوة يفرض وجوده القوة بالقوة والدمار بالدمار والإرهاب بالإرهاب، لفر المستوطنون الصهاينة من أرض فلسطين، لأنهم يدركون أن الحكومة الصهيونية دفعتهم ليحاربوا عن أرض عربية غير أرضهم".
وتابع عريبي يقول "ما طرح من قبل السيسي كان بإيحاء من أمريكا وأصبح الأمر مكشوفا لما يكتنفه من الخنوع والركوع ، وهذا يدل على أن إسرائيل أصبحت في ورطة حقيقية وهي تعاني من ضربات وقوة المقاومة وثباتها وبسالتها في ساحات الحروب".