هل تخيلت يوما أن جسمك له مصدر آخر لحاسة الشم غير الأنف؟
الإجابة عن السؤال الغريب أتت في بحث لمجموعة من العلماء الألمان مؤخراً، حيث وجدوا أن خلايا
الجلد تحتوى بعض مستقبلات استشعار حاسة الشم، والتي توجد في الأنف وتعطيها القدرة على الشم واستشعار الروائح المختلفة .
بعبارة أخرى، جلد الإنسان يمتلك القدرة على الشم !
وقد اكتشف الباحثون مؤخراً، أن جلد الإنسان يحب رائحة خشب الصندل، بل إن -خشب الصندل-يحفز خلايا الجلد ويحسن من شفاء جروحه.
الدكتور هانز هات وفريقه المسئول عن البحث، عزل مجموعة من خلايا الجلد، واختبر عليها مجموعة من الروائح المختلفة ليري كيف تتفاعل خلايا الجلد مع الرائحة .
بشكل عجيب، تبين أن الجلد فضل رائحة الصندلور، وهو عبارة عن رائحة خشب الصندل الاصطناعية، المعروفة بقوتها، والتي تستخدم في التدليك في المنتجعات أو في العلاج بالروائح.
وتزامنا مع تعرضها للرائحة القوية، قامت مستقبلات الرائحة الموجودة في خلايا الجلد بتعزيز انقسام الخلية بنسبة تقترب من ال32% تقريبا، مع زيادة تقترب من النصف في هجرة الخلايا .
بعبارة أخرى، فان الجلد ولٌد المزيد من الخلايا الجديدة بشكل أسرع وأعلى فاعلية، وأرسلهم إلى المكان الذي يحتاجهم.
لا يعنى ذلك البحث أن علاج الجروح في الجلد سيتم بعطر خشب الصندل ابتداءً من الغد، حيث أن تركيز الصندلور المستخدم في التجربة كان يوازى تقريبا 1000 مرة تركيز الرائحة التي تستطيع أنفك أن تشمها، وهذا المقدار ضخم جداً، وبالتأكيد .. كما تتفاوت حاسة الشم للأنف عند الأشخاص المختلفين، فمن الطبيعي أن تختلف للجلد أيضا من شخص إلى الآخر.
ولكن بالتأكيد فان اكتشافا بمثل هذه الأهمية، سيكون له دور كبير مستقبلا في التطوير من علاجات الجلد، وفهم تكوينه بشكل أفضل.