عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان عن أسفه تجاه "الأعمال الاستفزازية" التي تعرض لها السوريون في بعض المناطق في
تركيا، داعيا الأتراك ليكونوا مثل "الأنصار" تجاه "المهاجرين" السوريين.
وكان مئات المتظاهرين الأتراك الذين تجمعوا في مدينة قهرمان
مرعش، جنوب تركيا، للاحتجاج على وجود السوريين، قد قاموا بتحطيم سيارات ومطاعم يملكها سوريون في المدينة. كما تمت الدعوة لتظاهرات مماثلة في مدينة غازي عنتاب الحدودية مع
سورية، وسبق أن هاجم أتراك بناء يقيم فيه سوريون في ضواحي أنقرة في أيار/ مايو الماضي، ما اضطر الشرطة لإخلائهم إلى مكان آخر.
وقال أردوغان خلال تجمع حاشد لأنصاره في ولاية سقاريا الأربعاء، ضمن حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية، إن مليونا و150 ألف سوري لجأوا إلى تركيا، يطلبون المساعدة، ويكافحون من أجل الحياة، مضيفا: "هل نتركهم تحت القذائف؟ سنواصل لعب دور الأنصار مع المهاجرين، وأوصي مواطنينا أن يقفوا إلى جانب إخوتنا من
اللاجئين السوريين".
وأشار أردوغان إلى أنه "جرت مع الأسف في الأيام الأخيرة أعمال استفزازية في بعض الأماكن؛ ضد إخوتنا السوريين، الذين لجأوا إلى بلادنا". وقال: "أنا أعلم هوية الجهات التي قامت بذلك، إلا أنني لن أفصح عنها في هذه المرحلة، لكن إذا دعت الضرورة سأعلن عنها".
وفي سياق متصل، نفت ولاية اسطنبول خبرا أوردته إحدى الصحف تحدثت فيه عن "نقل 67 ألف سوري في اسطنبول إلى المخيمات".
وأوضحت الولاية في بيان لها الأربعاء أنها وجدت ضرورة لإصدار بيان من أجل إيصال معلومات صحيحة للرأي العام، بسبب الخبر المذكور.
وقال البيان: "إن الخبر المذكور استند إلى اجتماع لجنة تنسيق الولاية في 15 تموز/ يونيو، الذي تطرق إلى وجود 67 ألف ضيف سوري في اسطنبول، إلا أنه لم يذكر أنه سيتم نقلهم إلى المخيمات، ولم يصدر أي بيان بذلك، وتم الطلب من الصحيفة تعديل الخبر"، وفق ما جاء في بيان الولاية.
وتشكو المناطق الحدودية التركية من تركز اللاجئين السوريين فيها، وخصوصا غازي عنتاب، وهو دعا بلديتها للمطالبة بتوزيعهم على المدن الأخرى.
ويقيم نحو نصف اللاجئين في المخيمات، بينما يتوزع الباقي على المدن الحدودية واسطنبول وأنقرة.
وتقدم الحكومة التركية تسهيلات للسوريين في مجالات الصحة والتعليم، كما تسمح بدخولهم دون تأشيرات دخول ودون قيود. ومؤخرا سمحت الحكومة بعبور السوريين من سورية عبر المعابر الحدودية بجوازات سفر منتهية الصلاحية.
وإضافة إلى المعابر الحدودية التي يشترط المرور فيها استخدام جواز سفر، يستخدم السوريون معابر غير رسمية يتم العبور من خلالها بشكل غير شرعي لكن لم تسع السلطات التركية لإغلاق هذه المعابر.