لم يكن أفراد عائلة الجريح حسان رمضان أبو دقة، وهم عائدون من وداعه قبل سفره للعلاج في الأردن بعد
استهدافه من
طائرات الاحتلال، يعلمون أنهم أنفسهم سيكونون عرضة للاستهداف والقصف المباشر من طائرات الاحتلال.
ويروي المركز الفلسطيني للإعلام، أنه بعدما ودعت العائلة حسان (22 عاماً) الذي أصيب الجمعة الماضية في قصف أدى إلى إصابته ببتر في ساقه اليمنى وإصابته بشظايا في أنحاء الجسم، قبيل سفره إلى الأردن، قفلت عائدة إلى منزلها في عبسان الكبيرة لتستهدفها طائرات الاحتلال بشكل مباشر.
استهداف سيارة مدنية
العائلة كانت تستقل سيارة هونداي أجرة صفراء اللون، ولا تقلّ أي مقاومين، ولا يوجد في المنطقة أية مواقع استهداف حيث جرى استهدافها قبيل ظهر اليوم الأربعاء، في سوق الاثنين وسط بني سهيلا.
حصيلة القصف كانت قاسية؛ فوفق المصادر الطبية استشهدت الجدة خضرة أبو دقة (65 عاماً)، وحفيداها عمر (26 عاماً) وإبراهيم (10 أعوام) وهما شقيقا حسان الذي يعاني جروحا خطيرة، فيما لا يزال يعاني الوالد رمضان من جروح بالغة، وكذلك ابنته خديجة وشقيقه وليد، فيما ترقد خديجة في العناية المركزة للعلاج من جروحها الخطيرة، بينما أصيب ما لا يقل عن خمسة مواطنين آخرين من المارة.
أشلاء وغضب
في مكان الجريمة، تجمع العشرات من المواطنين لانتشال الضحايا من داخل السيارة التي اشتعلت فيها النيران واستخرجوا الشهداء أشلاء، وسط حالة من الغضب والتنديد بهذه الجريمة التي يستبيح فيها الاحتلال أرواح المدنيين.
الناجي وليد يروي تفاصيل الاستهداف
تحامل وليد أبو دقة أحد المصابين في القصف على نفسه، من أجل المشاركة في تشييع
جثامين الشهداء، خاصة أن والدته المسنة وابني شقيقه بينهم، وتحدث بتأثر: "ودعنا حسان في المستشفى.. الذي أصيب يوم الجمعة.. وعدنا في الطريق فجرى استهدافنا من طائرات الاحتلال.. أصيب الجزء الخلفي من السيارة.. واشتعلت فيها النار.. لا أدري كيف نجوت.. كان الوضع صعباً واستشهدت والدتي وأبناء أخي".
وعندما اشتعلت النيران في السيارة سارع المواطنون إلى تقديم الإسعاف ومحاولة إطفاء النيران، فيما أدت شدة الضربة إلى خروج جثامين الشهداء خارجها على الطريق، بينما كانت الأشلاء في كل مكان تروي حكاية جريمة جديدة من جرائم الاحتلال.
في منزل العائلة كانت حالة الغضب تخيم على الجميع، الذين كانوا يرددون أنهم خرجوا لوداع ابنهم الجريح فعادوا شهداء وجرحى جددًا.