اندلعت أزمة بين ناديي
الزمالك وسموحة - طرفا المباراة النهائية لبطولة كأس
مصر - من جانب - واتحاد كرة القدم ووزارة الرياضة من جانب آخر، بعدما تم الإعلان عن إقامة اللقاء في مدينة
أسوان الواقعة جنوب البلاد.
وتريد وزارة الرياضة واتحاد الكرة افتتاح ستاد المحافظة بعد تجديده، بمباراة نهائي الكأس التي ستشهد حضورا جماهيريا لأول مرة في مباراة محلية منذ شهور طويلة، لكن الزمالك وسموحة أعلنا رفضهما القاطع لهذا القرار لعدة أسباب، بينها دوافع أمنية وسياسية وأخرى متعلقة بحراراة الجو المشهورة بها أسوان في هذا الوقت من العام.
لن نلعب في أسوان
وعقب تأكد صعود الزمالك إلى نهائي الكأس يوم الأحد الماضي أعلن مرتضى منصور رئيس النادي رسميا عدم سفر الفريق لخوض المباراة النهائية في أسوان تحت أي ظروف.
وأضاف مرتضى أن الأجواء في أسوان غير مناسبة على الإطلاق لاستضافة المباراة النهائية، مؤكدا أنها ستحول دون تقديم فريقه للمستوى الذي يؤهله للمنافسة على لقب البطولة.
وأعلن أن المحافظة تشهد انفلاتا أمنيا أدى إلى مقتل العشرات في اشتباكات دامية استمرت عدة أيام بين قبيلتي "الدابودية" و"الهلايل"، ولا زالت الأجواء بين العائلتين محتقنة حتى الآن بسبب إحالة نحو 180 شخصا منهم للمحاكمة منذ ثلاثة أيام فقط.
وأشار مرتضى إلى أن محافظة أسوان تعد من المعاقل الكبيرة لجماعة
الإخوان المسلمين وتضم أعدادا ضخمة من أنصار الرئيس محمد مرسي، مؤكدا خشيته من تهديدهم لسلامة اللاعبين، على حد قوله.
وأضاف أن ارتفاع درجة الحرارة في المحافظة سيجعل تقديم مباراة جيدة أمرا مستحيلا خاصة في ظل صيام اللاعبين، وتساءل: "هل من المعقول أن يلعب الفريق في حرارة تصل إلى قرابة 50 درجة مئوية؟ هل تريدون الإجهاز على اللاعبين؟".
وشدد مرتضى على أنه يرحب بإقامة المباراة في الإسكندرية - على الرغم من انتماء فريق
سموحة لهذه المحافظة - نظراً لأن الأجواء مناسبة للاعبين.
وكشف مرتضى أنه اتصل برئيس الوزراء الذي اقتنع بكلامه بشأن عدم إقامة المباراة فى أسوان في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة التى تشهدها البلاد حاليا.
وقرر الجهاز الفني للزمالك بقيادة أحمد حسام "ميدو"، الدخول في معسكر مغلق الأربعاء في القاهرة استعدادا للمباراة النهائية لمسابقة كأس مصر أمام سموحة، انتظارا لمعرفة مكان لعب المباراة.
الأوضاع غير مبشرة
من جانبه، تضامن نادي سموحة مع الزمالك في رفضه اللعب في أسوان، وقال فرج عامر رئيس النادي إنه "يجب نقل المباراة إلى القاهرة أو الإسكندرية".
وأعلن عامر - في تصريحات تليزيونية - أنه أرسل احتجاجا رسميا لاتحاد الكرة يخطره فيه باعتراض النادي على خوض اللقاء في أسوان نظرا للحالة الأمنية غير المستقرة التي تشهدها البلاد.
وتابع: "الأوضاع الحالية في أسوان غير مبشرة، ولا بد أن نحكم عقولنا حتى لا نضر بالكرة ويكتمل الموسم الحالي على خير".
وأبدى حمادة صدقي المدير الفني لسموحة هو الآخر اعتراضه على مكان المباراة، قائلا إن الحر في مدينة أسوان سيؤثر على الأداء في نهائي كأس مصر.
وصعد الزمالك إلى المباراة النهائية لكأس مصر بعد فوزه بضربات الترجيح 5/4 على نادي وادي دجلة في المباراة التي جمعتهما الأحد، فيما وصل سموحة إلى المباراة ذاتها - لأول مرة في تاريخه - بعدما فاز على الأهلي 2/1 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الاثنين.
لا تراجع عن القرار
لكن تصريحات رئيسي الزمالك وسموحة قوبلت بالرفض من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي أعلن تمسكه بإقامة المباراة في أسوان بعد حصول الاتحاد على موافقة الجهات الأمنية.
وقال حمادة المصري عضو الاتحاد إن الفريقين المتأهلين للنهائي وطاقم التحكيم وأعضاء الاتحاد سيسافرون على متن طائرة خاصة لأسوان وستكون كافة التكاليف مدفوعة من قبل وزارة الرياضة.
وأضاف حمادة المصري، أن اعتراض الزمالك وسموحة حالياً لن يغير شيئاً في قرار إقامة المباراة في مدينة أسوان، مشيرا إلى أن وزير الرياضة أكد له إقامة النهائي على ستاد أسوان بحضور الجماهير.
وأعلن أنه سيعقد اجتماع الثلاثاء مع مسؤولين من الزمالك وسموحة ووزارتي الداخلية والرياضة للاتفاق على النواحي التنظيمية للمباراة، مشيرا إلى أن الأمن سمح بحضور 8 آلاف مشجع للمباراة.
وانتقد محمود الشامي - عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة - رفض الزمالك وسموحة إقامة مباراة نهائي كأس مصر بأسوان، مؤكداً أن المسابقة من تنظيم الاتحاد ولا يحق لأحد الاعتراض على مكان إقامة أي مباراة بها.
وأضاف الشامي أن عقود المسابقة لم يكن محددا بها مكان إقامة المباراة النهائية للبطولة، ولهذا يحق لاتحاد الكرة - باعتباره المسؤول عن تنظيم المسابقة - تحديد موعد ومكان إقامة النهائي دون تدخل من أي جهة.
وتساءل: "لماذ لم يعترض أي ناد على الموسم الماضي من بطولة الكأس على الرغم من إقامتها بالكامل فى مدينة الجونة على ساحل البحر الأحمر بسبب الظروف الأمنية؟".
من جانبه، أكد محافظ أسوان "مصطفى يسري" - في تصريحات صحفية - استعداد المحافظة من الناحية الأمنية والسياسية، لاستضافة المباراة على المهرجان الذي سيقام بمناسبة افتتاح ستاد أسوان بعد انتهاء أعمال تطويره.
وأكد أن وزير الرياضة حصل على موافقة وزير الداخلية للسماح بحضور الجماهير لهذه المباراة.