أعلنت وزارة الصحة
المصرية التعاقد مع شركة إنجليزية على طرح عقار لها لعلاج فيروس "سي" بين المصريين، في وقت طالب فيه مواطنون مصريون مصابون بالفيروس
الجيش المصري بالاعتذار عن عدم وفائه بوعده بتيسير الجهاز الذي أعلن أنه سيكون جاهزا لعلاجهم بدءا من 30 حزيران/ يونيو الماضي، دون أن يفي بذلك.
وقال الدكتور وزير الصحة والسكان، عادل عدوي، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن التعامل مع عقار فيروس "سي" الجديد له خصوصية شديدة، بعد حصول مصر عليه بـ1% من سعره العالمي، وبسعر يوازي الإنترفيرون المستخدم حاليا، ما أثار حلقات نقاش عالمية واسعة وصلت إلى داخل الكونجرس"، على حد قوله.
وأضاف: "ننتظر انتهاء إجراءات التسجيل كافة، وتأكد الشركة المنتجة من تطبيق مصر لشروط العقد، الذي يقضي بضمان عدم تهريب الدواء إلى خارج البلاد، ومنحه لأعداد معينة من المرضى، خاصة أن المرحلة الأولى من الدواء بها 225 ألف جرعة".
وأكد أنه "فور وصول العينات سيتم تحليلها أولا، للتأكد من كفاءتها، وأمانتها"، مشيرا إلى أن "الشركة المنتجة ستغير لون الدواء الذي ستصدره لمصر، إلى الأبيض، بدلا من الأصفر، لضمان عدم تهريبه لبلاد أخرى، وبعد التأكد من سلامة وفاعلية الدواء سيكون متوافرا في الأسواق".
وتابع: "الوزارة لن تقف عند هذا الدواء، وستخوض مفاوضات مع أي شركات أخرى تنتج عقارا لفيروس سي، فضلا عن محاولة إنتاج عقار الفيروس داخل مصر".
وأوضح أنه "لا يوجد عقار يستخدم مع جميع الحالات المصابة بالفيروس، فلكل حالة علاج وطريقة خاصة، حتى إن العقار الجديد سيؤخذ بطريقتين، الأولى مع الإنترفيرون، ويستغرق ثلاثة أشهر، أما المريض الذي لا يستطيع أخذ الإنترفيرون فيسحصل على العقار لمدة ستة أشهر".
وأشار إلى وجود تجارب على عقارات جديدة لفيروس "سي"، جرعته عبارة عن قرص لمدة ثمانية أسابيع، يحقق نسبة استجابة 100%، موضحا أنه "لا تزال المباحثات جارية بشأنه".
مطالب للجيش بالاعتذار
إلى ذلك، طالب مواطنون مصريون مصابون بفيروس "سي" ومرض
الإيدز من الجيش المصري بالاعتذار عن عدم وفائه بوعده بتيسير الجهاز الذي أعلن أنه سيكون جاهزا لعلاجهم بدءا من 30 حزيران/ يونيو الماضي، وهو ما لم يفعله الجيش، حيث طلب مهلة ستة أشهر أخرى.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" الداعمة للانقلاب الثلاثاء عن أحد المرضى، واسمه محمود، قوله إن: "القوات المسلحة هي التي فتحت على نفسها الموضوع، وهي التي قالت إنها ستعالج الناس من
فيروس سي والإيدز، وبعد صدمة تأجيل العلاج، واستبعاد مدير الهيئة الهندسية المسؤول عن الاختراع لابد أن يعتذروا لنا، ولكل مريض تعلق بقشة النجاة عن طريق هذا الاختراع".
ونقلت الصحيفة قصصا دامية لخيبة الأمل التي شعر بها مرضى كثيرون تعلقوا بالأمل في جهاز الجيش للشفاء من أمراضهم، لكن دون جدوى.
ومن ذلك قصة الشاب الاسكندري عصام حسين الذي ظل فترة طويلة ينتظر اتصالا هاتفيا من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتخبره، حسب ما وعدته الهيئة، بتحديد المستشفى الذي سيتلقى فيه العلاج من فيروس نقص المناعة (الإيدز)، إلا أنه فوجئ بإعلان الفريق الطبي لجهاز الجيش في مؤتمر صحفي السبت 28 حزيران/ يونيو الماضي أنه لن يتم استقبال مرضى من المواطنين، كما كان محددا، وتأجيل الاختراع لمدة ستة أشهر لمزيد من الأبحاث والدراسة، قبل أن يفاجأ بمرور الأيام بإبعاد اللواء طاهر عبدالله عن منصب رئيس الهيئة الهندسية، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع.
وقال عصام: "عشت الفترة دي كلها على أمل العلاج من الإيدز، وبعد ما الهيئة الهندسية أجلت العلاج أنا مصدوم، والاختراع بالنسبة لي عبارة عن فنكوش".
وكان رئيس الهيئة الهندسية عبدالله صرح في نيسان/ أبريل الماضي، بأن القوات المسلحة لم تتسرع في الإعلان عن اختراع جهاز القضاء على فيروس "سي"، لأنه لو تم التأخر أكثر من ذلك فستفقد مصر آلاف الأرواح، مشددا على أن علاج فيروس سي (أمن قومي) بينما علاج الإيدز (دخل قومي)"، على حد تعبيره.
أما عاطف فقال: "أرى إن إقالة طاهر عبدالله معناها أن الجيش اكتشف فشل الاختراع، وأنا بقيت مقتنع أن الموضوع فاشل جدا، وإزاي الهيئة الهندسية تقول لنا إن الجهاز محتاج إلى مراجعات، وقد قالوا لنا إن هناك حالات شفيت؟".
مازن آخر مريض بفيروس نقص المناعة، قابل رئيس فريق الباحثين، اللواء إبراهيم عبد العاطي، الذي أكد أكثر من مرة في لقاءاته التليفزيونية حرصه على المرضى واحترامه لهم، إلا أنه (حسب ما يقوله مازن) قام باستقبال المرضى بطريقة غير لائقة، قائلا لهم: "لن أعالج (الإيدز) الأول، أنا سأعالج الناس المصابة بفيروس سي عشان الناس دي غلابة، وبعد كده أبقى أعالج مرضى الإيدز".
ويضيف مازن: "الأطباء قالوا لنا اتصرفوا في الفلوس عشان الأشعة المقطعية ورسم القلب، والفلوس حوالي 2000 جنيه عشان الفحوصات اللي الهيئة الهندسية طلبتها مني، وبعد ده كله مفيش علاج، وإقالة مدير الهيئة دليل على أن باسم يوسف (المقدم المصري الساخر) كان عنده حق".
وكان باسم سخر من الجهاز سخرية لاذعة في برنامج الذي أُوقف مجددا "البرنامج".
وقرر قبل أيام إبعاد اللواء عبد الله عن منصب رئيس الهيئة الهندسية، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع، ما أثار جدلا لعدم بلوغ عبدالله سن المعاش، ومن هنا اعتبر البعض إقالته عادية نظرا لفشل الهيئة في بدء علاج فيروسي "سي" و"الإيدز" على يديه بعد صدمة تأجيل العمل بالجهاز التي سببها للمرضى، والرأي العام.
مصر الأولى عالميا
ويُعد مرض التهاب الكبد الوبائي "فيروس سي" من أخطر الأمراض التي تواجه مصر، إذ تحتل المركز الأول على مستوى العالم في انتشار الفيروس، بحسب أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، ذكرت أن نسبة انتشار الفيروس بلغت 22%، بما يعادل 15 مليون مصري، وأن معدل الإصابة السنوية بالفيروس وصل إلى ما بين 200 ألف و300 ألف حالة، وهي نسبة عالمية مرتفعة للغاية.