قلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعات القطرية الدكتور محمد المسفر من أهمية الرهان على المبادرة
المصرية للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وأرجع السبب في ذلك إلى طبيعة المبادرة التي قال بأنها "تعكس الرؤية
الإسرائيلية لضرب المقاومة، وتنفذها القيادة المصرية الحالية التي تحولت إلى ذراع لإسرائيل في
غزة والمنطقة".
وأشار المسفر في تصريحات إلى أن ما يثير الشك والريبة حيال المبادرة المصرية للتهدئة، هو أنها جاءت بشكل مفاجئ ودون تنسيق أو تشاور مع الأطراف المعنية بالقتال مباشرة، أي فصائل المقاومة.
وقال: "القيادة السياسية المصرية الحالية بقيادة عبد الفتاح السيسي مع الأسف هي طرف في العدوان على غزة، بل هي طرف فاعل بصمتها عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ولا يزال بحق أهل غزة، فقد كان بإمكان مصر أن توقف العدوان على غزة فورا، وبدون شروط من إسرائيل كما فعلت مصر أيام الرئيس محمد مرسي عام 2012. مصر اليوم إعلامها مسلط على شعب المقاومة أقوى من الرصاص الذي يصب على رؤوس الفلسطينيين في إسرائيل".
وأضاف: "هذا الإعلام المصري وهذه القيادة التي نأت بنفسها عن تقديم أي مبادرات لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدايته، تأتي في لحظة ما لتقدم مبادرتها التي لا تحمي الفلسطينيين بقدر ما تحمي إسرائيل. ولو أن مصر كانت جادة في حماية الفلسطينيين أو تخفيف الضغط عليهم لفتحت معبر رفح بينها وبين غزة، ولذلك فهذه المبادرة هي محاولة لذر الرماد في عيون العرب، الذين ينظرون لمصر كأحد الأذرع الذي تستخدمه إسرائيل ضد غزة إما عن طريق مبادرات كهذه أو عن طريق سلاح الإعلام".
واستبعد المسفر أن يشارك النظام المصري الحالي في أي غزو بري ضد غزة لاستئصال "
حماس"، مستدركا بالقول "لكنها ستمد العون وستدعم أي اجتياح عسكري لقطاع غزة عبر وسائل إعلامها التي لعبت دورا بارزا في بث روح اليأس والإحباط لدى الشعب المصري والشعوب العربية من خلال التحريض على المقاومة في القطاع والضفة، ولكن ستكون مصر هي الخاسرة في النهاية".
ورأى المسفر أن هذا السلوك قلل من ثقة المقاومة الفلسطينية في المبادرات المصرية، وقال: "أعتقد أن المقاومة في غزة لم تعد تثق في النظام الانقلابي في القاهرة، ومن الواضح أن الولايات المتحدة هي التي فرضت على مصر إطلاق هذه المبادرة، وإذا لم تُقبل هذه المبادرة، وهي ستفشل، فإن الأعين ستتجه إلى قطر وتركيا للقيام بالدور الفاعل، لأن قطر وتركيا هما الأقدر على فهم مطالب الشعب الفلسطيني، ولأن المقاومة الفلسطينية لن تقبل أي مبادرات من مصر ما لم يتم فتح معبر رفح والإفراج عن الأسرى الذين اختطفتهم إسرائيل وأن تتعهد إسرائيل بعدم ممارسة أي عدوان ضد غزة والضفة، ومصر لا تستطيع أن تقوم بهذا الدور"، على حد تعبيره.