دقائق وينطلق
أذان المغرب، معلنا عن بدء الإفطار ونهاية يومٍ من الصيام مرّ عصيبا قاسيا على عائلة "العرجا"، في مدينة رفح جنوب قطاع
غزة، بسبب تواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وعلى عجل تلتف العائلة أمام
مائدة الإفطار، لتروي ظمأ الساعات الماضيّة، وفجأة وبالتزامن مع ارتفاع صوت المؤذن، هبط صاروخ إسرائيلي أطلقته طائرة حربية على محيط العائلة، لتحيل في ثوانٍ معدودة "مائدة الطعام" إلى لون أحمرٍ قان.
وأدى الصاروخ الذي سقط بفناء المنزل مساء الأربعاء الماضي لانهياره، ما أدى إلى مقتل المسنة سلمية العرجا (60 عاما) وحفيدتها مريم عطية العرجا (10 أعوام)، وإصابة والدتها ووالدها وأشقائها الخمسة، بجراح وصفتها مصادر طبية ما بين المتوسطة والخطيرة.
ويقول وسام العرجا (32 عاما) الذي نجى من القصف، إنهم خرجوا من الركام والطعام عالق بين أيديهم.
وبصوتٍ مرتجف، روى: "كنا نستعد للإفطار، وفجأة تطايرت االشظايا من كل مكان، وسارع السكان المجاورين لنا، بترك طعام الإفطار للمباشرة، والقيام بعمليات البحث عن الشهداء والمصابين بعد انهيار أجزاء كبيرة من المنزل وتدميره، لقد كان الجميع مضرجا بالدماء حول مأدبة الإفطار".
ويؤكد العرجا أن حالة من الهلع والخوف أصابت الناجين من الأطفال والنساء الذين كانوا في داخل منزلهم يهمون بتناول طعام الإفطار.
ويحاول العرجا داخل إحدى المستشفيات في رفح تهدئة روع أقاربه، مستنكرا استهداف البيوت وتدميرها بالطائرات الحربية الإسرائيلية.
ويتابع: "ما يجري جريمة حرب، المنازل مدنية ولا يوجد بها أي شبهة تشكل ذريعة لقصفها، أين مؤسسات حقوق الإنسان؟ وأين ضمير العالم ليتحرك لإنقاذ غزة وأطفالها؟".
وتسود حالة من الاستياء والغضب الشديد في صفوف سكان قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي العنيف والدموي، الذي يطال عشرات المنازل السكنية في مختلف أنحاء قطاع غزة، والذي أدى لارتقاء عائلات بأكملها.
وتشن إسرائيل منذ بدء عمليتها العسكرية، مساء الاثنين الماضي سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، تسببت بمقتل 98 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 670 آخرين حتى الساعة
7:10 تغ من صباح الجمعة.